«السلفي الجهادي» يستعد للعودة إلى الشارع للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين

يستعد التيار السلفي الجهادي للتصعيد وتنظيم الاعتصامات والاحتجاجات للمطالبة بإطلاق سراح معتقليه، في وقت بدأت فيه حالة عدد من المعتقلين الصحية تسوء، ويدخل آخرون في إضراب عن الطعام.

وقال منظر التيار السلفي الجهادي في الشمال عبد شحادة المعروف بأبي محمد الطحاوي لـ"السبيل" أنّ التيار يستعد للعودة إلى الشارع بعدما أخلفت الحكومة وعودها بإطلاق سراح التيار السلفي الجهادي.

ووجّه الطحاوي للحكومة اتهاما بـ"المماطلة" بتنفيذ وعود تلقّاها التيار من رئيس الوزراء السابق عون الخصاونة بإنهاء ملف معتقلي التيار، لا سيما وأنّ معظمهم قد صدر بحقه عفو خاص.

وكان التيار قرر منتصف نيسان الماضي تأجيل اعتصام، بعدما زار قيادات التيار مسؤول كبير في الدولة وطلب منهم تأجيل الاعتصام، واعدا إياهم بالإفراج عن المعتقلين في أقرب وقت ممكن.

وقال الطحاوي لـ"السبيل" أمس أنّ هذا الوعد لم يتحقق حتى اللحظة، كما أنّ أيّاً من المسؤولين الحكوميين لم يتحدثوا إلى قيادات التيار بعد إطلاق ذلك الوعد منتصف الشهر الماضي.

إلى ذلك يواصل رمضان الطواب، المسجون في سجن الموقر (1)، إضرابه عن الطعام لليوم السادس عشر على التوالي للمطالبة بإطلاق سراحه.

الطواب مسجون منذ عام 2009 على خلفية قضية التخطيط لخطف ضباط من المخابرات العامة وتفجير صهاريج كانت تمدّ القوات الأمريكية بالوقود.

ولاحقا صدر عفو خاص عن 8 معتقلين من أصل 10 متهمين بهذه القضية، فيما بقي الطواب ومعتقل آخر يُدعى نبيل محمد عامر.

ويعود سبب احتجاز الطواب كل هذه المدة وعدم شموله بالعفو؛ أنّه بعد المعاينة الطبية له وجد الأطباء أنّه يعاني من مرض نفسي، ولما نقضت محكمة التمييز الحكم عن المعتقلين لم يكن قد صدر بحق الطواب حكما قطعيا بسبب حالته الصحية، بالتالي فإنّ العفو لا يشمل الطواب لأن محكمة التمييز لا تنقض إلاّ حكما قطعيا، والعفو لا يشمل أيضا إلاّ الحكم القطعي، وبالتالي فقد تم استثناؤه من العفو ولا زال يقبع في سجن الموقر(1)، مع أنّ 8 من زملائه المتهمين بنفس القضية صدر بحقهم عفو خاص.

من جهته قال موسى العبدلات محامي الطواب أنّه تقدَّم بطلب عفو خاص لوزارة العدل في شهر كانون أول من العام الماضي، ووعد بعدها رئيس الوزراء السابق عون الخصاونة ذوي الطواب بإصدار عفو خاص عنه، إلاّ أنّ الرئيس استقال وتم حفظ ملف الطواب.

وبمتابعة الملف لدى رئاسة الوزراء أكّد مسؤولون للعبدلات، بحسب قوله، أنّ رئاسة الوزراء رفعت للملك عبد الله الثاني قانون عفو خاص عن الطواب، إلاّ أنّ مصادر في الديوان الملكي أكّدت له حفظ ملف الطواب في مجلس الوزراء ولم يرفع للملك.

وفي تطور آخر منعت إدارة سجن الموقر (1) أمس الأول ذوي الطواب وزوجته من زيارته، وتم نقله إلى غرفة غير صحية، كما نُقل إلى مستشفى التوتنجي مرة واحدة مع أنّه يعاني من جلطة، وفق العبدلات.

العبدلات طالب الحكومة بإصدار عفو خاص عن الطواب وباقي المعتقلين فورا وطيّ ملف هؤلاء المعتقلين، واعتبر أنّ التضارب في تصريحات المسؤولين الحكوميين حول إرسال قانون العفو الخاص عن الطواب وباقي المعتقلين إلى الملك في حين أنّه لم يُرسل؛ بأنّه أمر "معيب" ولا يجوز في دولة قانون ومؤسسات، مشيرا إلى أنّ ذلك إساءة للديوان الملكي.

وعلمت "السبيل" أنّ قيادات التيار السلفي الجهادي تجري في هذه الآونة "زيارات نصرة" لذوي المعتقلين، فقد زاروا الجمعة الماضية ذوي معتقلين اثنين ينتسبان للتيار في منطقة ياجوز، في حين أنّهم سيزورون ذوي 5 معتقلين في إربد الجمعة المقبلة.

إلى ذلك، تواصل الأجهزة توقيف منير عرعر من البقعة منذ أسبوعين، في حين صدر بحقه عفو في شهر كانون أول الماضي.