اليسار الأردني والانتخابات المصرية
اخبار البلد
تثبت مصر مرة أخرى أنّ رئاستها وما يجري فيها هو ليس فقط للمصريين، بل لكل العرب، فالتفصيلات الصغيرة التي تحدث هناك تجد انعكاساتها في كل أقطار الأمة العربية جمعاء.
تابعتُ بالأمس كتابات وردود فعل اليسار الأردني على نتائج الانتخابات المصرية، ووجدتهم يحتفلون بما حصل عليه المرشح "صباحي" على اعتبار أنّه ممثّل لليسار المصري.
لكن ردود فعلهم الاحتفالية التي أراها مشروعة جدا بسبب أنّهم تفاجؤوا بعودة تيار اليسار إلى المشهد المصري بعد أن ظنّوا أنّ الأفول أصابه وإلى الأبد.
لكن الأمر وطريقة الاحتفال تحتاج إلى ضبط، فما حصل عليه "الثائر صباحي" كان إمّا بسبب موقفه من الثورة ومشاركته الإجرائية فيها.
أو كما تقول الأخبار القادمة من هناك بأنّ قسما كبيرا منحه صوته نكاية بالإسلاميين أو بالفلول، دون إدراك عند هؤلاء بفلسفة اليسار أو خطابهم.
على كل حال نحن سعداء بولادة تيار قومي ديمقراطي في مصر يملك خطابا تنويريا ويؤمن بالحرية ويحوز على هوية ترفض الاستبداد، وأنصح هنا اليسار الأردني بالتريُّث وقراءة المنتج المصري بدقة.
حيث لا أظنّ أنّ "صباحي الثائر" يقبل بما يفعله بشار، ولعلّه سينحاز للثورة السورية على خلاف من هللوا به بالأمس، وهم من دعاة الأسد وشعرائه.
اليسار الأردني تسرّع كتّابه بالأمس، حين نفوا فكرة الثورية عن الإخوان المسلمين في مصر، فقد رأيناهم يستخرجون من جعبتهم توصيفات الستينيات المعلّبة للإسلاميين، وندعوهم لمراجعة تفصيلات الثورة المصرية وأسماء شهدائها ليعرفوا مكانة الإسلاميين ودورهم.
أحدهم استذكر نموذج "لولا" في البرازيل، وقطع على نفسه أنّ النجاح هناك سيكون له ذات المردود في مصر "قصة متصاعدة"، أقول لهذا اليساري حقك أن تنحت من تجارب اليسار ما تشاء.
لكنّي في المقابل أدعوك لرؤية تجربة تركيا ونجاحات الإسلاميين هناك، ولعلّي أعود وأصرّ على اليسار الأردني بضرورة قراءة التحولات البنيوية في تجربة صباحي، لا سيما ما يتعلق بالحقوق والحريات على خلاف التسمُّر خلف رواية البعث السوري.
الإسلاميون في مصر قوة أولى ورئيسة، لكنهم مطالبين بتبديد كل مخاوف الاستئثار الواهمة لدى خصومهم وشركائهم، كما أنّهم مطالبون بقراءة أوعى لمسألة العدالة الاجتماعية، فما يجري في مصر له وقع السيوف في كل ديار العرب.
تابعتُ بالأمس كتابات وردود فعل اليسار الأردني على نتائج الانتخابات المصرية، ووجدتهم يحتفلون بما حصل عليه المرشح "صباحي" على اعتبار أنّه ممثّل لليسار المصري.
لكن ردود فعلهم الاحتفالية التي أراها مشروعة جدا بسبب أنّهم تفاجؤوا بعودة تيار اليسار إلى المشهد المصري بعد أن ظنّوا أنّ الأفول أصابه وإلى الأبد.
لكن الأمر وطريقة الاحتفال تحتاج إلى ضبط، فما حصل عليه "الثائر صباحي" كان إمّا بسبب موقفه من الثورة ومشاركته الإجرائية فيها.
أو كما تقول الأخبار القادمة من هناك بأنّ قسما كبيرا منحه صوته نكاية بالإسلاميين أو بالفلول، دون إدراك عند هؤلاء بفلسفة اليسار أو خطابهم.
على كل حال نحن سعداء بولادة تيار قومي ديمقراطي في مصر يملك خطابا تنويريا ويؤمن بالحرية ويحوز على هوية ترفض الاستبداد، وأنصح هنا اليسار الأردني بالتريُّث وقراءة المنتج المصري بدقة.
حيث لا أظنّ أنّ "صباحي الثائر" يقبل بما يفعله بشار، ولعلّه سينحاز للثورة السورية على خلاف من هللوا به بالأمس، وهم من دعاة الأسد وشعرائه.
اليسار الأردني تسرّع كتّابه بالأمس، حين نفوا فكرة الثورية عن الإخوان المسلمين في مصر، فقد رأيناهم يستخرجون من جعبتهم توصيفات الستينيات المعلّبة للإسلاميين، وندعوهم لمراجعة تفصيلات الثورة المصرية وأسماء شهدائها ليعرفوا مكانة الإسلاميين ودورهم.
أحدهم استذكر نموذج "لولا" في البرازيل، وقطع على نفسه أنّ النجاح هناك سيكون له ذات المردود في مصر "قصة متصاعدة"، أقول لهذا اليساري حقك أن تنحت من تجارب اليسار ما تشاء.
لكنّي في المقابل أدعوك لرؤية تجربة تركيا ونجاحات الإسلاميين هناك، ولعلّي أعود وأصرّ على اليسار الأردني بضرورة قراءة التحولات البنيوية في تجربة صباحي، لا سيما ما يتعلق بالحقوق والحريات على خلاف التسمُّر خلف رواية البعث السوري.
الإسلاميون في مصر قوة أولى ورئيسة، لكنهم مطالبين بتبديد كل مخاوف الاستئثار الواهمة لدى خصومهم وشركائهم، كما أنّهم مطالبون بقراءة أوعى لمسألة العدالة الاجتماعية، فما يجري في مصر له وقع السيوف في كل ديار العرب.