الاحسان للجار

اخبار البلد 
أوصى الإسلام بالإحسان للجار قال تعالى في محكم كتابه العزيز: "وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل". وجاء في السنة عن الرسول صلى الله عليه وسلم انه قال "من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليحسن الى جاره". وفي الصحيحين عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال"والله لا يؤمن, والله لا يؤمن, والله لا يؤمن, قيل من يا رسول الله؟ قال: الذي لا يأمن جاره بوائفه". والبوائق هي الشرور والآثام والإيذاء.

يروى ان امرأة كانت في زمن الرسول تكثر من صيامها وصدقتها وصلاتها ولكنها كانت تؤذي جيرانها بلسانها فقال الرسول عنها انها في النار. اهتم سلف هذه الامة بالجار وكانوا مثالا يحتذى في معاملة الجار, ويروى ان الامام ابو حنيفة كان له جار سيء المعشر وكان بقضي الليل والنهار في اللهو والغناء وكان يزعج الامام والجيران, وفي يوم من الايام افتقده الامام وعلم انه في السجن فذهب وقابل الامير وطلب منه الافراج عنه, وبعد هذه الحادثة تاب الجار ولم يعد الى ما كان عليه..

ولكن للاسف فاننا نفتقر لهذه المعاني اليوم ولم بعد روابط متينة بين الجار وجاره وأصبح كل واحد في عالمه الخاص. وقد لفت انتباهي خبر في احدى الصحف اليومية ان شخص في احدى العمارات توفي ولم يعرف جيرانه بخبر وفاته الا بعد مرور أسبوع عندما فاحت رائحة كريهة في العمارة هل هذا ما نادى به الإسلام؟؟؟؟ ولن تصدقوا اذا قلت لكم ان الجار اصبح لا يعرف اسم جاره المقابل لشقته وكثيرا ما تحصل سرقات في الشقق في وضح النهار ويعتقد سكان العمارة ان هؤلاء اللصوص هم أصحاب الشقق. ماذا يدل ذلك؟؟؟؟ يدل ذلك على ان الروابط بين الجيران تكاد تكون معدومة.

أوصى الإسلام بالإحسان للجار حتى لو كان غير مسلم ولا يجوز ان تنام وأنت تعلم ان جارك جائع. قال عليه الصلاة والسلام "ما آمن بي من بات شبعانا وجاره جائع" هل فكرت يوما ان تتفقد جارك وتسأل عن حاجته؟؟؟؟ الإجابة واضحة وسهلة وهي اننا نفتقر لذلك. دعونا نسأل أنفسنا لماذا تغيرت وتبدلت أحوالنا ولم نعد نهتم بجيراننا كما كنا في السابق؟؟ هل تغير الزمن ام نحن الذي تغيرنا؟ هل ألهتنا مشاغل الحياة عن اداء هذه الروابط الاجتماعية؟ أتمنى ان اسمع منك اخي القارئ ما سبب الجفاء بين الجار وجاره لعلنا نستطيع ان نصل الى حل لهذه المشكلة. نسأل الله ان نكون من الجيران الذين يحسنون الى جيرانهم لنكسب ثواب الدنيا والآخرة.