الزهرة الذابلة

كان يتردد في كل صباح على نفس المبنى يركب سيارة فارهة سوداء ويضعها في المصف الخاص بالاطباء وكان لا يخلص من أعين المارة التي كانت ترمقه بنظرة استغراب واستهجان

ما قصة هذا الرجل؟هل هو يعمل في هذا المبنى ام انه زائر من الفضاء؟دخل الى الردهة مسرعا كالبرق وسأل عن الطبيب فأجابه الممرض انه في الطابق العلوي حيث يرقد ابنه المريض الممدد على ذلك السرير القاتم بدون حراك, وعلى الجهة المقابلة كان يجلس شاب في مقتبل العمر طويل القامة يلبس نظارة سميكة ويفحص دقات قلب المريض .

أخذ الرجل العجوز يتمتم بصوت منخفض ,انا السبب انا السبب قتلته بيدي .ولكن الطبيب ظل صامتا ولم يفهم شيء مما قاله الرجل.قال الرجل:اجل اعطيته كل ما كان يطلب ويتمنى دون كيل او ميزان ولم امنع عنه شيء وكل اوامره كانت مستجابة ,ولم أسأله يوما اين كنت او من هو رفيقك.كنت واثق منه واعتقدت انه على قدر كبير من المسؤولية.آه اين كنت حين ساءت حاله؟ماذا فعلت حتى الاقي كل هذا الجزاء من فلذة كبدي؟هل هذا جزاء المعروف؟أجاب الطبيب وقد فهم قصد الرجل :اهدأ يا رجل ان شاء الله سيتعافى ابنك ويكون بأحسن حال.تنهد الرجل وقال:الفلوس التي ضيعت ابني وسهر الليالي حتى الفجر.كان يطلب وأعطي وكنت اعتقد اني افعل الخير ولكن انظر ما النتيجة.تململ الطبيب وقال:يحتاج ابنك يا عم لوقت طويل حتى يتعافى وتذهب هذه السموم من جسمه.في اليوم التالي ذهب الرجل لزيارة ابنه ولكن للاسف لم يستطع رؤيته فقد ارتطمت سيارته بعمود وهو سرحان يفكر بمصيبة ابنه وفارق الحياة.