يا للعجب .. هل وصل التطاول الى التشكيك باستقلالنا ..!!

اخبار البلد : زياد عبابنة - يبدو ان خيار المعارضه اصبح اسهل الحلول واول الخيارات امام كل من يتم محاسبته او معاقبته على جرم او جنحه او حتى مخالفه قد ارتكبها , وبسرعة البرق يتحول الى معارض شرس وسياسي محنك ويكرس كل نشاطاته او جهوده الجباره التي لم يسبق لنا ان رايناها من قبل يكرسها للنقد والتشكيك والتنكر والانكار وقد يخدع البعض ويقنعهم بانه سياسي وان السياسه والحريات العامه وحرية التعبير تجري في عروقه من يوم ولادته .


بالطبع هذا شانه وحده ان يتخذ مثل هذا القرار ولسبب شخصي اومصلحه فرديه ولا يعنينا بشيء فيما اذا تحول الى معارض او حاقد او ناقم وكبت حقده في قلبه وصدره , اما ان يخرج علينا ويشكك في الثوابت الوطنيه فهنا المصيبه , وهنا يصبح من واجبنا الوقوف بوجهه والرد عليه ودحض افتراءته .


ان الاستقلال عنوان وطني وتاريخ مشرف لكل الاردنيين ولا تستطيع اي قوة في العالم ان تشكك فيه , نعم لقد حصل الاردن وبكل عز وفخر على استقلاله في اليوم الخامس والعشرين من ايار من عام الف وتسعماية وستة واربعون وهو تاريخ مقدس نعتز ونفتخر به ويجب علينا ان نحتفل به كل عام وان نتغنى به رغم انوف الحاقدين على هذا البلد الذين امتهنوا التشكيك والانكار والاستنكار ومعاداة الوطن الحبيب ولاتفه الاسباب او من اجل مصالح شخصيه ومنفعه فرديه .


ان شأن الاردن شأن كل دول العالم التي تحتفل باعياد استقلالها وعلى راسها اقوى دوله في العالم وهي الولايات المتحده الامريكيه التي حصلت على استقلالها من انجلترا في الرابع من تموز من عام الف وسبعماية وست وسبعون ورغم التمييز العنصري ورغم اضطهاد السود في امريكا ورغم كل الصراعات التي شهدتها بعض الولايات بين السود والبيض لم نسمع احدا قط قام وشكك في استقلال بلادهم بسبب هذا التمييز في المعامله رغم انها كانت قاهره جدا وان السود كانوا فئة مرفوضه منبوذه لا يسمح لها الاختلاط بالبيض او دخول بعض المطاعم التي يرتادها البيض .


فالاستقلال من الثوابت ومن الركائز والاعمده والاركان الاساسيه التي لا يمكن باي حال من الاحوال التشكيك بها او الانتقاص منها ومن رمزيتها العظيمه , فهي غير مرتبطه لا بالحريات واعني هنا حرية التعبير وحرية التطاول ولا بالاصلاح , وقد شاهدت يوم الجمعه من خلال احد المواقع الالكترونيه يافطه رفعت من قبل بعض الحراكيين كتب عليها - لا استقلال بدون اصلاح - وما علاقة هذا بذاك يا كاتب ويا حامل اليافطه ؟ الاستقلال هو مصباح وقوده من نور مكانه فوق الجباه شلت الالسن التي تحاول ان تصل اليه وتتمادى عليه وتسيء اليه .


والى جميع المشككين ومنتقصي هذا الانجاز العظيم الذي ضحى اباءنا واجدادنا من اجله الى الذين تناسوا الدماء الطاهره التي سالت من اجل تحقيق هذا الانجاز اقول نعم لقد حصل الاردن على استقلاله بموجب اتفاقيه بريطانيه وهو ليس الوحيد في ذلك فهناك ثلاثة دول اخرى اخرجتها تلك الاتفاقيه لمن لا يقرا التاريخ جيدا او لا يريد ان يقرا اصلا , ولكن المهم هو ما هي الانجازات التي تلت ذلك الحدث العظيم وذلك التاريخ , انه تعريب قيادة الجيش وطرد كلوب باشا وتسليم قيادة الجيش لاحد ابناء الوطن الكبير غير متناسين تسمية هذا الجيش بالجيش العربي وليس الجيش الاردني والذي اخذ على عاتقه الدفاع عن الامه وعن الوطن العربي كاملا وتبني قضايا الامه العربيه كامله وليس عن الاردن فقط .


لا اريد ان اسرد الانجازات الكبيره الكثيره التي لا تحصى ولا تعد من تاريخ الاستقلال وحتى يومنا هذا ولا اريد ان اتحدث عن التطور السريع الكبير وفي مختلف مجالات الحياه واهمها الصحه والتعليم الذي اصبح مثالا لكثيرا من الدول واصبحت معاهدنا مقصدا لطلاب العلم من مختلف الدول وكذلك هو الحال بالنسبه لمؤسساتنا وصروحنا الطبيه الكبيره .


انا اقول بان هناك ثوابت وطنيه لا يجوز لايا كان ان يشكك بها او ينتقص منها لا بل انها من المحرمات ان تتطرق لها بغير وجه حق .


ثم انه لمن الغريب والعجيب ان نرى شخصا قد اعتقل بسبب امور ماليه او حقوقيه او غيرها من الاسباب وليس للسياسه اي علاقه بموضوع اعتقاله وتوقيفه لا من قريب ولا من بعيد , وبعد الافراج عنه يتحول الى معارض شرس ومنتقد ومنظر ومشكك في كل شيء وكان من الاولى به ان يحلحل مشاكله ويعيد للناس حقوقها بدلا من محاولة تحويل الانظار عن القضيه الرئيسيه ومحاولة كسب تعاطفهم وتاييدهم , فالاغلبيه والحمد لله هي واعيه جدا ولا تخدع بشعارات براقه وعبارت مزيفه .


حمى الله الاردن وحفظه امنا ومستقرا وكل عام وابا الحسين المفدى والعائله الهاشميه وكل الاردنيين بالف خير.