فك الارتباط قراءة جديدة




إن من سوء الطالع أن تتكالب الأزمات على الامة ... وتصفح الرياح المدمرة كل ركن


من أركان البيوت الآمنة وتتعالى صرخات دونما الم ... تلك هي الفتنة .


الكل :معارضة وموالاة , مدعون بدافع وطني بحت للجلوس إلى الطاولة المستديرة ..


لمناقشة المطالب واحتواؤ المصائب .


لم تبدأ مصيبتنا (أردنيين) بالربيع العربي المزعوم , بل كنا ضحية فكر عربي مستبد أملى على الاردن نظرية التقسيم أو سمة


الانفصال أو فك الارتباط إن شئت .


وفيما لم يكن الوضع مجرد ارتباط فلا يجوز تسمية التجزئة فك ارتباط بل هو إضعاف لدولة ذات سيادة ومملكة عريقة يشهد لها


التاريخ و تكريس لمتاهة استغلها الغاصب أيما استغلال ..


فالاردن وطن حر أصيل لكل من شرب من مائه واقتات من زاده بشقيه شرق النهر و غربه و ما أفرزته اجتهادات الساسة


العرب من تتويج سلطة في ظل الاحتلال اكبر من كلمة حق يراد بها باطل .


ولنعد بالذاكرة إلى عام 1964 عندما تأسست منظمة التحرير الفلسطينية , بأهداف معلنة آنذاك تتلخص بالعمل الغذائي


لتحرير لتحرير الأرض المغتصبة عام 1948 قبل توحيد ضفتي الأردن .


ولم يكن من سلطة على ارض الضفة الغربية سوى سلطة الدولة الأردنية تماما كما هو الحال في الضفة الشرقية حتى اللحظة


وإالى الأبد إن شاء الله .


لقد أسفرت حرب حزيران عام 1967 عن فقدان دولة عربية ثلاث لأجزاء غالية على قلوب العرب من أراضيها لكن المفارقة


منظمة تحرير سيناء أو منظمة لتحرير الجولان , ولم يفوض غير الرسميين بالمطالبة والمتابعة على الجبهتين المصرية


والسورية حتى يومنا هذا .


ورغم إن الدولة الأردنية ممثلة برأس الهرم آنذاك جلالة المغفور له الحسين بن طلال طيب الله ثراه , بذلت ما بوسعها


للدفاع عن الأرض المغتصبة والإنسان الأردني من فوقها حتى تاريخ الفبركة العربية لفك الارتباط المزعوم , إلى إن انتزاع


جزء مقدس غالي على قلوبنا نحن الأردنيين مرّ بأسلوب لم تعهده الدول ولم تعتنقه الشرائع ولم تتداوله الأمم ... فكان بمثابة


انتزاع عضو سليم من جسد حي محاولة لاستشفاء جسد مريض .. ولم يستشر ذو الجسد الحي بعملية المتبرع بذلك العضو


من جسده .