رعب إسرائيلي من التحول الديمقراطي لمصر بعد (عجز) امريكا.. ومطالبات بتسوية مع الفلسطينيين

اخبار البلد 
نائب مستشار الأمن القومي الإسرائيلي سابقاً – عن فزعه الشديد من تحول مصر نحو الديموقراطية مع اجراء أول انتخابات رئاسية في تاريخها المعاصر ، بدلاً من أن تسيطر عليه مشاعر الفرحة .
ويري الكاتب في مقاله الذي نشرته صحيفة " جيروزاليم بوست " – الإسرائيلية - أن بشائر نتائج انتخابات الرئاسة المصرية ؛"تبشر بالسوء" بالنسبة للمصالح الإسرائيلية والأمريكية في منطقة الشرق الأوسط بغض النظر عن هُوية الرئيس المصري المنتظر .
واعتبر أن حفاظ إسرائيل علي اتفاقية السلام مع مصر خلال السنوات القادمة ، في ظل تلك الاجواء السياسية المصرية الجديدة ستكون " مفاجأة ساره " لافتاً إلي تخوفه إنه في حال تم الغاء الاتفاقية فمن الصعب عليه تخيل أن تظل الأردن هي البلد العربي الوحيد الذي سيكون في حالة سلام مع الكيان الصهيوني .
ويقول إن السيناريو الأسوأ الذي يتوقعه هو انضمام مصر لمعسكر الحرب ضد إسرائيل ، والذي يصفه بالقرار " السياسي الغير واع " إذا ما تم اتخاذه متابعاً إنه علي الرغم من أن هذا الاحتمال قائماً إلي الآن إلا أنه " مخيف بما فيه الكفاية " .
ويؤكد علي أن حفاظ إسرائيل علي اتفاقية السلام مع مصر هي علي رأس مصالحها القومية العليا وأن تلك الأهمية ليس أمراً مبالغ فيه مشيراً إلي أن مصر هي الدولة العربية الوحيدة التي شاركت في جميع الحروب علي نطاق واسع ، بل وكانت زعيمة لدول المواجهة إلا أنه بمجرد أن عقدت اتفاقية سلام مع إسرائيل لم تعد لدي الدول العربية الأخري القدرة علي شن حرب علي الكيان الصهيوني بمفردها .
ويتابع الكاتب الإسرائيلي مُوضحاً أن الهدوء السائد علي الحدود الإسرائيلية مع سوريا ليس من قبيل المصادفة منذ عام 1973 ؛ ولكن ذلك يرجع في المقام الأول إلي أن سوريا بدون مصر ليس أمامها أي خيار للحرب؛ لافتاً إلي أن مصر علي مدي الثلاثة عقود الماضية وهي فترة حكم المخلوع كانت بعيدة عن الدخول في أي نزاع .
ويصف الكاتب البعد المصري عن الدخول في نزاعات خلال حكم المخلوع بأنها " نعمة استراتيجية كبيرة في حد ذاتها " قد سمحت للكيان الصهيوني بمهاجمة ردود الفعل العراقية والسورية ، واجراء عمليات متكررة ، حتي الحروب ، في لبنان ، ومحاربة الانتفاضات وأكثر من ذلك ، دون الخوف من التدخل المصري . مضيفاً أن بعد أكبر وأقوي جيش عربي ( الجيش المصري ) – علي حد وصف الكاتب – عن الصورة قد مكن إسرائيل من تحويل مواردها إلي التهديدات العسكرية الأخري التي تحيط بها والأكثر من ذلك تلبية احتياجاتها الداخلية .
ويقول الكاتب إن إسرائيل تهرع الآن إلي الولايات المتحدة لطلب مساعداتها للحفاظ علي السلام مع مصر بعدما تأكد لها قلة حيلتها للتأثير علي المسار المصري صوب الديموقراطية خلال السنوات المقبلة ؛ إلا أن واشنطن هي الأخري باتت مكتوفة الأيدي أمام الغضب الشعبي تجاهها والذي لايكاد يشعر بأن واشنطن هي أكبر قوي داعمة للسلام – علي حد زعم الكاتب - ؛ لذا فإن سلاح قطع المساعدات العسكرية عن مصر بات بلا جدوي .
ويري أن السبيل الوحيد أمام إسرائيل للحفاظ علي اتفاقية السلام مع مصر ، هي اطلاق عملية السلام مُجدداً مع الجانب الفلسطيني ؛ إذ ليس هناك ما يقوض اتفاقية السلام قدر غياب التقدم نحو السلام – بخاصة – التسوية الجارية ، إذا ما نحينا وجهات النظر السياسية الحزبية جانباً .
ويستشرف الكاتب في نهاية مقاله مواجهة إسرائيل لتحديات عدة من الجانب المصري خلال السنوات المقبلة ، خطابات لاذعة الهجة ، واستفزازات كبيرة ؛ إلا أنه علي الرغم من الميول الطبيعة والمبررة [للرد علي ذلك] إلا أنه ينبغي علي إسرائيل أن تكظم غيظها ، وتبذل قصاري جهدها لاظهار ضبط النفس في مواجهة العداء المصري ، والإرهاب النابع من سيناء ، والهجمات التي تشنها حركة المقاومة الإسلامية "حماس" ، وحزب الله البناني ، وآخرين . فليس هناك أي اعتبارات تفوق تعزيز اتفاقية السلام مع مصر بما فيها احتمالية قيام إسرائيل بضربات عسكرية ؛ لمنع طموحات إيران النووية .