دردشة في تسويق الذات




لقد لفت إنتباهي تعليق الأستاذ جلجميش بعنوان " نشر السيرة الذاتية " على مقالي بعنوان: " فوبيا المسار الوظيفي " ، و نصه:

" أكبر فوبيا موجودة من ينشرون سيرتهم الذاتية لكي تعرفهم الناس والأصل هو أن تتـــــحدث عنهم الناس وعن إنجازاتهم ومؤهلاتهم . وكثير منشوف مثل هيك نوعيات تشعر بالنقص."


ثم راق لي أن أنقل التعليق و ردي عليه هنا، بغرض إستقطاب المزيد من الآراء حــــــول موضوع التعليق المذكور لكي تعم الفائدة علينا، و لنتحسس نماذج من تباين إدراك الناس و بالتالي إختلاف أو عدم تطابق وجهات نظرهم تجاه المظاهر أو المشاهد و الناس و الأحداث و الأشياء. يقول غاندي "الإختلاف في الرأي ينبغي ألا يؤدي إلى العداء وإلا لكنت أنا وزوجتي من ألد الأعداء "..


كتبت: " تحياتي أخي الأستاذ جلجميش المحترم، و شكرا لكم على المرور و التفاعل.


لقــد مر معي أثناء تواجدي في الولايات المتحدة الأمريكيـــــة ثقافة أخرى مغايرة تماما لثقافتــــــنا من حيث الحديث عن النفس فسألت، و كانت الإجابة:


ليس بالضرورة أن كل الناس تعرف من أنت. لذا، عليك التعريف بنفسك و الترويج لها في الوقت المناسب و بالطريقة المناسبة، فهذا من حقك. قد تكون في دائرة عملك الضيقة و لا يعرف الناس قدراتك و التي من الممكن أن تكون كبيرة و متنوعة لدرجة تتجاوز مؤسستك.


ففي الحديث عن النفس ليس بالضرورة أن يكون مرضا نفسيا في معظم الأحيان، لأن الفرص المتاحة لتحسين وضعك قد لا يتيحها لك الآخرون لأن ليس كل من إبتسم أو يبتسم بوجهك يحب الخير لك. اليس كذلك ؟


ثم أضفت، يَعْتَبر التسويق الإنسان منتجا، و المنتَج يحتاج الى ترويج أي إعلام الناس و إقناعهم به، و حديث الناس عن المنتج لا يكفي، و هو أي حديث الناس بالمناسبة يقال له في التسويق الكلمة المنقولةword of mouth، و الكلمة المنقولة ليس بالضرورة أن تكون إيجابية، بل في أحيان كثيرة قد تكون سلبية، و في هذا خطر كبير على المنتج (هنا أنت).


تحدثوا عن أنفسكم أيها المؤهلون، ففي ذلك ترويج لكم، و هذا حقكم في ظل المنافسة الشديدة على الوظائف و المناصب و المراكز الحساسة و الحيوية.


كوكا كولا تخشى بيبسي كولا و غيرها من الشركات المنافسة لها في قطاع المشروبات الغازية، و مرسيدس التي يعرفها معظم الناس تعلن عن نفسها خشية تمكن منافسة المنتجات الأخرى لها منها، و لتُعلم من لا يعلم بوجودها، و لتؤكد لمشتريها بأنهم قد إختاروا السيارة المثلى و ليتباهوا بذلك أيضا ، أي لإشباع حاجات نفسية لدى العملاء.



لذا، ينبغي على كل واحد منا نشر سيرته الذاتية لكي يعلم أصحاب الأعمال حول العالم بمؤهلاتك و خبراتك و قدراتك و مهاراتك، ففي ذلك فرصة لك، و لأصحاب الأعمال إن كنت تبحث عن وظيفة أو فرصة أفضل من فرصتك الحالية، مع الأخذ بعين الإعتبار بأن مديرك و مدير مديرك يبحثان عن فرص أفضل تماما مثلك، و أنت بذلك تخرج من "طوق المجهول" كما علّـــق صديقي الإعلامي جودت مناع.