الصخر الزيتي.. في الحكاية خيال واسع!

اخبار البلد 
منذ عشرات السنين، وحكاية الصخر الزيتي تتردد في الارجاء، وتفتح جدلا واسعا لايخلو من الاتهامات وبث الظنون، حول جدوى استخراج ما فيه من النفط، وحول ما اذا كانت هناك طريقة مواتية ومبتكرة لدى الدول الاخرى، لعصر هذا الصخر، كي نرى نفطا يسيل منه، يسد بعض رمق بلد يبحث عن النفط في كل مكان على ارضه دون جدوى، متحديا ظلم الجغرافيا وحساباتها.
ومع مرور الزمن، امتدت الحكاية الى مفاصل عديدة في النفس الاردنية، واصبحت كأنها الحلم الذي يجوز لصاحبه ان يتحدث عنه كما يشاء او كيفما يشاء، وسيجد من يصدقه، خاصة اذا وصف نفسه بالخبير او العالم، واذا كان كلامه فيه همس او تلميح ضد الحكومات، بانها لاتريد قصدا ان تنتج النفط من الصخر الاردني.
ومؤخرا قال احد الخبراء، ان احتياطي الاردن من نفط الصخر الزيتي يفوق احتياطي الولايات المتحدة، ثم تتوالى الارقام بعد ذلك، بحيث لاتقل جميعها عن المليارات، سواء في حجم الاحتياطي، او المبالغ التي سيحصل عليها الاردن من تصديره للنفط الزائد عن الحاجة. وفي الارشيف يقول خبراء اردنيون ايضا، ان نفط الصخر الزيتي، يكفي الاردن الف ومئتي عام، بينما يضيف اخرون ثلاثمئة عام اخرى الى ذلك. وهناك ارقام اخرى مثيرة يقول بها خبراء واشباه خبراء، تعطي امالا لاحدود لها، وتفتح ابوابا واسعة للاعتقاد بان شيئا ما سيغيره هذا الصخر، الذي لم نكن نعيره اي اهتمام، ما دام يسكن الصحراء، ويعيش تحت رمالها.
والمواطن العادي في حالة حيرة كاملة حول ما يقرا او يسمع عن هذا الصخر الزيتي، ففي ارقام الخبراء يعتبر المنقذ الاكبر للاقتصاد الوطني، وفي ارقام الحكومات لايتعدى كونه مادة لاتستحق ان تصبح حلما او ان يعلق عليها امل كبير، نظرا لضالة ما سينتج عنها ولكلفة انتاجه. هناك اتفاقات موقعة مع شركات متخصصة لانتاج النفط من الصخر الزيتي. وتقول الاتفاقيات، ان الانتاج سيبدأ في عام 2015، بثلاثين الف برميل يوميا تقريبا، واي زيادة على حجم هذا الانتاج ستكون متواضعة او قريبة من هذا الرقم في المدى المنظور. واذا صح ذلك، فسيكون هذا الحجم من الانتاج بعيدا عن حجم استهلاك الاردن من النفط، الذي يصل حاليا الى مئة وخمسين الف برميل يوميا، ويتصاعد كل عام.
كنا نتوقع ان يرد مصدر رسمي في سلطة المصادر الطبيعية على اقوال اخر خبير تحدث في حكاية الصخر الزيتي، لان الارقام التي تحدث بها مهولة وتسمح لكثيرين من المتشككين في هذه القضية ان يقولوا كلاما قابلا للتصديق. لانريد للمصدر الرسمي ان يكذب ارقام الخبير، ولكن نريد منه ان يقول الارقام المتوفرة لدى سلطة المصادر حول هذه المسالة، التي تثير جدلا واسعا في الاردن منذ سنوات، وتلقى اهتماما جديا من الراي العام، الذي يتطلع الى تحسين جذري في اوضاع الاردن الاقتصادية، وخاصة اذا كان هذا التحسين ناتجا عن مورد طبيعي محلي له صفة الديمومة.
الخبير نفسه قال، ان الحكومات الاردنية ليس لديها ارادة وشفافية في هذه المسألة، وهو اتهام واضح للحكومات الاردنية المتعاقبة، بانها لاترغب في انتاج النفط من الصخر الزيتي، وبالتالي لاتريد اخراج الاردن من ازمته الاقتصادية. ومن هنا تاتي اهمية الرد وابراز الحقائق والارقام، وخاصة في احوال بات فيها الراي العام معرضا لكثير من المغالطات والاوهام.
حكاية الصخر الزيتي استخدمت فيها المبالغات والخيال لتحقيق اهداف متعددة الاتجاهات، في غياب الحديث الرسمي عن الوقائع والارقام الحقيقية التي تقنع الراي العام بصحتها ومعقوليتها، لوقف هذه المبالغات سواء جاءت من الخبراء اومن غيرهم، علما بان الارقام العالمية تقول ان الانتاج العالمي من نفط هذه المادة، لا يتعدى حتى الان عشرات الالاف من البراميل يوميا.