تغريدة وطنية!!!


اخبار البلد


من قال اني احبك يا وطني: يا ضباباً اسود الذكرى بذاكرتي، يا نداء المآذن حين تعلو بالتكبير على كل فاجر، يا انفجار الاجراس في الاحاد على من صلوبك في صلواتهم!! يا من زورا تاريخك بأمجادهم المفبركة، يا من استبدلت دولة الراكعين في مصر بدولة الساجدين، يا من قتلت ابناءك في ليبيا بخنجر اعدائك، وخنت بياض ياسمين تونس الخضراء، ليقطفه ارعن فرنسي الهوية، واعدت كتابة تاريخ اليمن بقلم القرون الوسطى الظلامي، وخلدت عبدالله الصغير في المغرب، وارعبت اطفال الجزائر من مستقبل غامض ومغمض العينين، وامنّت ملوك

النفط في الخليج من غلواء الثورة وغضب الثوار، وانعمت على ملوك الطوائف في لبنان باوسمة السفارة الامريكية،ولم تبيض وجه السودان بل نحرته بالتقسيم وعبثت في مهد الحضارة في سوريا بايدي الغرباء/والمال الحرام، وسلبت ارادة العقل في الاردن، واعدت عراق الحضارة الى ما وراء الوراء، ونسيت قدسك في ايدي الصهاينة الهمجية.



لو اجتمع العلماء والادباء والوزراء والمسؤولون والفنانون والضباط والعسكر والمؤمنون والملحدون والموتورن والجاحدون والعاملون عليها والركع السجود،والمؤلفة قلوبهم على انك قانع تحت عروش هؤلاء الجاثمين على صدرك، لأقسمت انا وحدي، انك تمارس معهم عهر الصمت والاستسلام والذل عن سبق اصرار بأرادتك، سئمت صمتك الجبان الذليل كأبي الهول في مصر ،صمت مطبق وصورة مخدوشة لم يعد يرويني

مائك، واصبح ملحا اجاجاً كماء البحر، وترابك ميت كالبحر الميت لا حياة فيه،اشعر اني منهوب فيك حتى اخر قطرة دم، لا اريد المزيد من التسكع في طرقاتك الموحشة الا من طقطقة بنادق العسس،وصدى بساطير الجنود اواخر الليل فوق الارصفة الخالية من الحياة الا من قطط تنبش عن كسرة خبز في حاوية او كلاب ضالة طاعنة في السن طردها اصحابها بعد استكملت دورها في النباح.



اسف يا وطني!!اختلطت عليّ الامور، فخلطت بينك وبين انسانك، وفي كل الاحوال، ألسنا من جِبِلَةٍ واحدة وطينة ترابك وقطرات مائك؟! .



مسكين انت يا وطني!! وانا عاجز، مسكين انت ايها الوطن المنهوب، لأنهم اغرقوك بوحلهم. انا عاجز يا وطني لأني غفوت كثيراً كقاصر يتيم بلا حول ولاقوة في حضن فاجر ونسيتك في غفوتي المحرمة!! بي وجع وانين اليك يا وطني كبركان خامل لم يعد يثير نيراني شيء. ياوطني وسر عذابي، ما جئت اليك من شوارع الطين، الا من اجل حلمك وحلمي!! لا لأكون مشروعهم بل مشروعك انت!! فأدرت ظهرك لي، وفتحت ذراعيك للمرتزقه تجار الاوطان،الذين يهيمون في كل واد،ووطنهم من حيث يقبضون!! انا اريد وطناً لا حانه !!وطناً لا شركة استثمارية!!وطناً بلا خيانة ولاخونة!! يا وطني انا كأم ثكلى جفت دموعها، وغاب صوتها، وتداعت احلامها، وفقدت صوابها من تجار الوطنية وادعياء النضال والتحرير، فتاهت في صلاتها،وكادت ان تدعو عليك لا لك،لكنه حب الوطن !!! احبك ياوطني فوق كل حب لانك انت انا وانا انت .



يونس الطيطي

esmel68@yahoo.com