مدخل الى "قلة العقل"

اخبار البلد 
تفيد دراسة علمية نُشرت في بريطانيا منذ أيام أن الرجال أكثر عرضة للتراجع العقلي من النساء. وهنا أدعو كافة الزملاء في النوع الاجتماعي من الرجال الى عدم القلق نهائياً, وأنصحهم بأن لا يعطوا بالاً للدراسة ولا لنتيجتها.
سوف نتعامل مع المعنى المباشر للتراجع العقلي بصفته "قلة العقل" في كلامنا الدارج, وذلك لكي نصل الى حقيقة قد لا تكون الدراسة انتبهت اليها بحكم اختلاف الثقافات, وهي أن هناك أصنافاً من "قلة العقل" عابرة للجنس ولا تعتبر ميادين للمقارنة التفضيلية.
إن المعنى المتضمن في العبارة الشهيرة القائلة: "قلة العقل بالخاطر", يعني أننا أمام صنف خاص من قلة العقل هو في الأصل كثرة في هذا العقل تتخذ صورة قلته, ببساطة لأنها تتم "بالخاطر". بل هناك فئة معروفة من الأشخاص يوصف الواحد منهم بأنه "يشتري قلة العقل مِشْترى", وذلك بلا أي علاقة مع ما ذهبت اليه الدراسة. ومن الجدير ذكره هنا اننا عادة ما نستخدم كلمة "الفِهِم" كبديل عن كلمة "العقل", ولهذا فإن ذلك الوصف المذكور قد يتخذ صيغة: "يشتري قلة الفهم مشترى".
ذات يوم كان أحد الرجال متوسط العمر ممن لم يكملوا الدراسة الابتدائية لأسباب صُنّفت حينها على أنها "قلة عقل", جالساً أمام بيته في الرمثا مسترخياً وقد فَرَدَ أمامه أصناف المكسرات وغيرها من خفيف الطعام والشراب, وأثناء ذلك مرّ امامه في الشارع رجل في مرحلة الشيخوخة يمشي محني الظهر, فسأل الرجل (قليل العقل سابقاً) الجالسين حوله: أليس هذا هو الاستاذ (فلان) معلم المدرسة الشهير المحترم? فقيل له: نعم إنه هو بالذات. فما كان من صاحبنا إلا تمطى مرجعاً رأسه للخلف قائلاً: "الحمد لله على قلة الفهم".