اخبار البلد_ يتوقَّف التعليم المدرسي في مدارس سيل الحسا عند الصف التاسع على أبعد
تقدير، وذلك كنتيجة حتمية لنقص الغرف الصفية في مدرستي الذكور والإناث
اللتين تعانيان أصلا من الصفوف المجمعة، وغياب المدارس الثانوية عن هذة
المنطقة.
ذلك الحال المستمر منذ أعوام دفع بكثير من الطلبة إلى
الانتقال إلى مدارس أبعد في قرى ارحاب وعيمة بمسافة تزيد على 15 كم عن
مناطق سكناهم، لكنَّ الخيارَ الأسهل رغم "كارثيته" على الطلبة وذويهم تفضيل
بعضهم التسرّب من المدرسة.
ويعتقدُ الأهالي أنَّ حلَّ أزمة أبنائهم
بسيط، ويتمثل بترفيع الصفوف في مدرستي المنطقة اللتين يقتصر التعليم فيهما
حتى التاسع للإناث والثامن للذكور، مؤكدين أن عدم وجود صفوف للطلبة يدفع
باتجاه ترك الطلبة للمدرسة نهائيا أو الانتقال لمدارس بعيدة أخرى عن
مساكنهم، ما يتطلب انتقالهم من نفقات إضافية في ظل تواضع دخولهم.
المشكلة
المؤرقة الأخرى تتبدى في قلة عدد الغرف الصفية في المدرستين ليتم تجميع
الصفوف لأكثر من صف في غرفة واحدة، ما دعا الأهالي إلى المطالبة المتكرِّرة
بضرورة إقامة جناح مكوَّنٍ من ستِّ غرفٍ على الأقل لمواجهة مشكلات نقص
الغرف الصفية وحتى الإدارية.
إحدى القاطنات في المنطقة، وهي باسمة أبو
صليح، تبدي خشية من عدم وجود صفوف أعلى في المدرسة التي توقفت حتى الصف
التاسع للإناث والثامن للذكور، مؤكدة أن مستقبل أبنائها وأبناء المنطقة
التعليمي "في مهب الريح".
وتبين أبو صليح أنَّ العديد الطلبة الذكور
والإناث لا تتهيأ لهم الصفوف لاستكمال تعليمهم، ما يضطر الأهالي إلى إرسال
أبنائهم إلى مدارس أخرى بعيدة عن المنطقة كقرى ارحاب وعيمة التي تبعد أكثر
من 15 كم، ما يحملهم أعباء مالية إضافية في الوقت الذي يعانون فيه من تدني
مستويات معيشتهم.
وتلفت إلى أن المشكلة تظهر بوضوح وبشكل وتترك تبعات
سلبية على الإناث بشكل خاص، دون الذكور، حيث تقف العديد من العوامل
الاجتماعية كالعادات والتقاليد المحافظة أمام انتقال البنات لاستكمال
تعليمهن، فيما الذكور أكثر تحملا على الانتقال إلى مناطق بعيدة لتلقي
تعليمهم الذي انقطع في مدارس تخلو من صفوف أعلى.
وتشير إلى أن ظاهرة
التسرب بدأت بالظهور في ظل عدم توفر صفوف أعلى في المدرسة، حيث يؤثر العديد
من الطلبة ترك المدرسة، على أن ينتقلوا إلى مدارس أبعد تكلفهم عناء وجهدا
ونفقات أكثر.
وليُّ الأمر سلامة عودة يرى أن على مديرية التربية
والتعليم العمل على مواكبة تطور المدارس، من خلال ترفيع الصفوف، وإنشاء غرف
إضافية لتستوعب المراحل الدراسية الأخرى.
ويطالبُ بوضع التربية خططها
مبكرا قبل حلول العام الدراسي الجديد، رائيا أنَّ ذلك يجنِّبُ الطلبة عناء
الانتقال إلى مدارس بعيدة، تزيدُ من أعبائهم ماديا، فضلا عن مخاطر الانتقال
على الطرق من حوادث سير وغيرها.
إلا أن سلامة لا يُبدي كثيرا من
التفاؤل بقوله إنَّ "المخاطبات والمراجعات العديدة لمديرية التربية لم تعط
إلا وعودا مستقبلية قلما تتحقق على أرض الواقع، لتظل المشكلة قائمة وتشكل
هاجسا للطلبة وذويهم".
بيد أنَّ مدير تربية الطفيلة أحمد السعودي، يؤكد
أنَّ لدى المديرية خططا لجهة ترفيع الصفوف في مدرستي سيل الحسا للعام
الدراسي المقبل، لافتا إلى أن تعداد طلبة مدرسة الذكور لا يتجاوز 50 طالبا،
إضافة إلى طبيعة سكان المنطقة الذين يميلون إلى الترحال في مواسم معينة
كونهم من مربي الماشية حيث نتيجة ذلك تتباين أعدادهم باستمرار.
ويبين
السعودي أن مدرسة الإناث يدرس فيها الطلبة من الأول حتى التاسع، حيث فتح
العام الماضي صف لطالبة واحدة للحيلولة دون انتقالها إلى مدارس بعيدة عن
منطقة سكناها، مؤكدا أن البناء المدرسي خصوصا في مدرسة الذكور لا يكفي
لاستيعاب صفوف أخرى كون بعضها صفوفا مجمعة، والحاجة إلى جناح يتضمن غرفا
صفية إضافية لاستيعاب الصفوف الجديدة.