اخبار البلد_ماهر ابو طير_ هناك اكثر من قضية فساد، توارت
عن الانظار بشكل مفاجئ، وهذه القضايا انواع، غير ان المشترك بينها، انها
اختفت فجأة، او تم التعتيم عليها، دون متابعة، من احد، باعتبار ان النسيان
فضيلة.
من هذه القضايا ما يتعلق بقضية موارد وقصة اكرم ابوحمدان، الموقوف دون محاكمة حتى اليوم.
مقابله
قصة اخرى تتعلق بأمين عمان السابق عمر المعاني، فقد خرج بالكفالة، غير ان
احدا لم يسمع من يومها ما الذي حدث وهل استجد جديد، ام ان القضايا تخرج ولا
تعود بطريقة غامضة؟!.
ينطبق الامر على قضايا اخرى، فقد تم توقيف
اخرين، وتم خروجهم بالكفالة، ولان ذاكرتنا يومية، ينسى اغلبنا القصة،
وينشغل بغيرها دون تفسير واضح لهذه الذهنية التي تصوغ حياتنا السياسية.
كأننا لا ننشغل الا بالطازج فقط من الاخبار، والجديد جدا من المستجدات.
هذه
ليست دعوة لاعادة الناس الى السجون، او اطلاق سراح من في السجون، ممن
يواجهون اتهامات بالفساد، لكنها دعوى لوضع خطة واضحة للدولة وللذي تريده من
فتح هذه الملفات.
لا يمكن ان يتم التعامل بهذه الطريقة التي تشي
بكونها محاكمات على طريقة الرسائل لتسكين الرأي العام، وتشي من جهة اخرى
اننا لا نمتلك وصفة محددة للتعامل مع هذه الملفات، سوى عبر ارضاء الناس،
واقناعهم اننا نحارب الفساد حقا، من اجل شراء سكوتهم.
هذه السياسة
في محاربة الفساد اوصلت كثيرين من ابناء البلد الى رأي جديد بات يقول
اعيدوا لنا اموالنا من الفاسدين، فقط، بعيدا عن سجنهم، لاننا لن نستفيد من
سجنهم شيئا، وهذا الرأي بدأ يقرع بقوة بعد نواح الحكومات المتزايد من الوضع
الاقتصادي والمصاعب المالية.
لا اعتقد ان لدينا حكومة قادرة على
تطبيق هذا المبدأ لانها ستواجه من يخرج ويقول في وجهها ان التسويات مع
الفاسدين جريمة، وان الحكومة تتواطأ مع النافذين، وبهذا نكون نحن قد
انفردنا عن غيرنا، بأننا لا ارجعنا المال في تسويات، ولا قمنا بمعاقبة
الفاسدين الحقيقيين، مقابل تقديم اشباه ضحايا لاسكات الرأي العام.
هي
بصراحة اسوأ ادارة لملف الفساد، اسوأ ادارة ادت الى انتصار الفاسدين،
والتسلي بنفر على خلفية بضعة قضايا، ثم ترك الرأي العام في الاردن ُمعلقا
لا يفهم ماذا يجري من العاب والغاز، الى الدرجة التي بات فيها بعضنا يتمنى
فقط استعادة المال، واجراء تسوية مع اللص، لان اللص اقوى من كل شيء، ولا
قدرة على تحصيل قرش منه الا برضاه.
لا يمكن في نهاية المطاف اتهام
احد بالفساد القطعي الا بحكم قضائي، لكننا نبقى نسأل عن قضايا فساد كثيرة،
توارت فجأة، وخفت الحديث عنها فجأة، وباتت تذكرنا باعلانات المفقودين في
الصحف التي تأتي تحت عنوان يقول: خرج ولم يعد، مع ذكر اسم المفقود واوصافه
وتاريخ فقدانه، ولربما جائزة لمن يكتشف مكانه الحصري والنهائي.
لا يريد الناس الاساءة لاحد دون دليل، ولا يريدون تبرئة احد دون حق، وكل ما يريده الناس هو اخبارهم بآخر المستجدات حول هذه القضايا.