عن قطر وجزيرتها .. وسوريا وكوبا



يسألني صديقي هل تأكد مقتل ماهر الاسد لا سمح الله على أيدي هؤلاء المرتزقة, فضحكت وتذكرت مقولة كان قد أطلقها وزير الإعلام النازي جوبلز في حكومة هتلر, حينها قال ( عليك أن تكذب ثم عليك أن تكذب ثم عليك أن تكذب بهذا الإصرار حتى يصدقك الناس ) .

لقد مات منذ زمن صاحب هذه النظرية ,ولكنها ما زالت ماثلة حتى وقتنا هذا والتاريخ يعيد نفسه من خلال هذه القنوات المدسوسة , وما زال الإعلام المفبرك يصر على أداء واجبه المُملى عليه من قوى الشر باتجاه الدول الضعيفة التي وقعت فريسة الإعلام المتصهين ,فهم يملكون المال والتكنولوجيا الازمة لتحقيق هذا الهدف المتمثل في تضليل الشعوب وإبعادهم عن قضياها الرئيسية.

ألا وهو مرادهم وهو ما يسعون للوصول اليه ولا تخدم ولا تصب هذه الاشاعات إلا في مصلحة أعداء الأمة العربية جميعها.

في البداية عملوا ولسنوات طويلة على خلق مصداقية بينهم وبين الشعوب واستمرت لسنوات طويلة ولكن كانت تدس السموم بين الحين والآخر من خلال بعض الفقرات بحيث أن المواطن العادي والغير متابع إعلاميا وسياسيا تخفى علية تلك الدسائس وتمر وتبقى في ذاكرته على أنها حقيقة لا بد من تصديقها ما دامت جهة موثقه قامت ببثها .

ذات مرة وأنا أشاهد أحد قادة طالبان في باكستان وهو يدلي بدلوه لقناة الجزيرة وقد كنا في جلسة عادية انتفضت من مكاني وقلت للحضور إن هذا الشخص لن تروه في حياتكم مرة أخرى ولم يمض على حديثي فترة أيام بسيطة إلا وكان الغدر قد لحق به , ومن منا يتذكر اللقاء الذي شهدناه بكل شغف آنذاك عن (أنفاق غزة) وكيف قامت كا ميرا الجزيرة بتصوير برنامجٍ مطولٍ عنها وكيف ساهمت في صمود الشعب الفلسطيني في ظل الحصار القاتل الذي تفرضه الدولة الصهيونية عليهم وكيف أن مراسلها الذي نقل كل حيثيات الأمور على واقعها جعل الأمر لا يدوم طويلا . حتى وأن قامت إسرائيل بشن هجوم بطائراتها على طول الحدود بين قطاع غزة ومصر ولم يتبقَّ حينها من الأنفاق إلا القليل بسبب دقة المعلومة التي أرسلتها قناة الجزيرة إلى العدو الصهيوني وأجهزته المعروفة . وكيف مفتيي مصر أحلّوا للمخلوع حسني مبارك بناء جدار في أعماق الأرض لكي لا يتسرب منه أي مواطن فلسطيني ليطلب العون من إخوانه المصريين الرافضين للتآمر العربي الصهيوني على أبناء قطاع غزة . ولم تقوَ هذه القناة على اختراق حزب الله والسبب في ذلك مدير قناتها الذي ينتمي لأحرار العالم حال دون العبث بأمن حزب الله الذي شرف رؤوس العرب كلها بهزيمة الكيان الصهيوني , ومنذ ذلك الحين وأنا عازف عن النظر الى هذه القناة التي تمارس أكبر مؤامرة على الوطن العربي لا بل على العالم أجمع حيث أنها تتوسع في كل يوم, بناء على رغبة مصالح الامبريالية والصهيونية فبدأ التوسع باتجاه دول البلقان التي ما زال البعض منها يعادي الامبريالية العالمية والصهيونية. وأهم توسع هو على نطاق طبقة الشباب ومتابعي الرياضة وكلنا يعرف كيف يدمن الشاب على تشجيع فريق ضد آخر وكيف يتم الاقتتال بينهم وكيف تقسم البلد الواحد لعدة أقطاب وكيف يتم خلق الخلاف في ما بينها . والجدير بالذكر ان مصادر وطيدة الصلة كشفت عن الغزو الإعلامي الذي أعده الاستعمار منذ منتصف القرن الماضي للعرب من خلال غرس التعصب الاعمى لتيار سياسي او لفريق كرة قدم .

منذ حوالي الشهرين وفي قطر بالتحديد افتتح أميرها الغادر بسلطة أبيه مستشفى كبيراً والمفاجئ أن كادر هذا المستشفى من دولة كلنا نحبها ونجلها لأنها الدولة التي هزمت ومرغت رأس أميركا في الوحل وهي ( كوبا) ومن منا ينسى خليج الخنازير الذي صد فيه الشعب الكوبي بإرادته وعزيمته غطرسة أميركا المستعمرة عدوة الشعوب كلها وأرغمتها على الإنسحاب والتقهقر أمام سواعد الأبطال المؤمنين بالحرية. فهذا الصرح الذي أنشأته دويلة قطر إنه ليجعلني أكثر تشاؤماً من أي وقت مضى وتخوفي على كوبا الأبية من أيدي هؤلاء , لئلا تطال يدهم الغادرة وخبثهم هذا البلد الآمن الصامد فأنني لا أشك بأن الكوبيين وخبرتهم في مداعبة العملاء بالقليلة فصمودهم طوال تلك العقود يدل على قوة حرصهم على أمن وطنهم الغالي عليهم وعلى كل الشعوب الحرة . حماك الله يا كوبا وحماك الله يا سورية العروبة