الفيصلي يكسر صيام الألقاب ويستعيد فرحة المنصات عبر "الدرع"
عاد الفيصلي إلى منصة التتويج بعد غياب دام قرابة عامين ونصف، بعدما تُوِّج أول من أمس بلقب درع اتحاد كرة القدم للمرة العاشرة في تاريخه، مقدماً واحدة من أفضل صوره هذا الموسم، إثر فوزه الاحتفالي في "الديربي” على غريمه التقليدي الوحدات بهدف دون رد، في الجولة الختامية من البطولة.
وجاء التتويج بطعم خاص لجماهير "الأزرق”، التي احتفلت باللقب رغم قلة عددها في المدرجات نتيجة الظروف الجوية الصعبة، إلا أن الحضور كان كافياً ليعكس رغبة واضحة في الاحتفال بالإنجاز، خصوصاً أنه تحقق على حساب المنافس التقليدي، وبفوز ثالث على التوالي للفيصلي على الوحدات في بطولة الدرع، رغم عدم مشاركة الفريق بكامل تشكيلته الأساسية.
ويُعد هذا اللقب الأول للفيصلي منذ صيف العام 2023، حين تُوِّج بدرع المئوية التي أُقيمت قبل انطلاق الموسم 2023–2024، ليشكل التتويج الحالي دفعة معنوية مهمة ونقطة انطلاق جديدة نحو البقاء في القمة، خصوصاً في ظل تصدره جدول ترتيب دوري المحترفين بعد مرور 10 جولات، إضافة إلى بلوغه الدور نصف النهائي من بطولة كأس الأردن.
ويُنظر إلى الفيصلي على أنه الفريق الأكثر جاهزية هذا الموسم، بفضل امتلاكه مجموعة مميزة من اللاعبين في مختلف المراكز، إلى جانب نجاحه إلى حد كبير في اختيار محترفيه الأجانب، حيث يشارك أربعة لاعبين أجانب بصفة منتظمة ويقدمون مستويات فنية جيدة انعكست إيجاباً على أداء الفريق ونتائجه.
ورغم وفرة النجوم في صفوف الفريق، تبدي جماهير الفيصلي مخاوفها من احتمال رحيل عدد من اللاعبين البارزين، لا سيما الذين تألقوا مؤخراً مع المنتخب الوطني في بطولة كأس العرب، وفي مقدمتهم المدافع حسام أبو الذهب الذي تلقى عدة عروض خلال الفترة الماضية، إلى جانب أحمد العرسان هداف الفريق وأحد أبرز نجومه، مع احتمالية تلقي عروض احترافية للاعبين آخرين في المرحلة المقبلة.
وقدم "الأزرق” شخصية قوية هذا الموسم في المنافسات المحلية، حيث لم يتعرض سوى لخسارة واحدة في دوري المحترفين، جاءت أمام الرمثا في الجولة الثالثة، علمًا أن دائرة التحكيم أقرت لاحقًا بعدم قانونية هدف المنافس في تلك المباراة، إضافة إلى خسارة وحيدة في بطولة الدرع كانت أمام السلط، ليكون الفيصلي الأقل تعرضًا للهزائم هذا الموسم، بعد خوضه 22 مباراة حتى الآن في مختلف البطولات.
وكان الفيصلي قد غاب عن منصات التتويج في الموسمين الماضيين، بعدما فقد فرصة المنافسة على لقب دوري المحترفين في الموسم الماضي مبكرًا، فيما ظل قريبًا من اللقب في الموسم 2023–2024 حتى الجولة الأخيرة دون أن يحقق هدفه، كما خرج من نصف نهائي كأس الأردن الموسم الماضي، ومن دور الـ16 في الموسم الذي سبقه.
وتعول جماهير النادي على الدافع المعنوي الكبير الذي يوفره مجلس الإدارة المؤقت، إلى جانب التطور الواضح في نتائج ومستوى الفريق تحت قيادة المدرب الصربي دينيس كوريتش، في وقت لا تخفي فيه قلقها من كثرة فترات التوقف وغياب الاستمرارية في المنافسات المحلية، خاصة مع توقف دوري المحترفين حتى نهاية شهر كانون الثاني (يناير) المقبل على أقل تقدير.
وحقق الفيصلي عدة مكاسب من خلال البطولة التنشيطية، أبرزها إتاحة الفرصة لعدد كبير من اللاعبين الذين لم يحصلوا على دقائق لعب كافية في السابق، ما وسّع دائرة الخيارات أمام المدرب كوريتش، الذي منح الثقة لعدد من العناصر الواعدة وقدموا مستويات طيبة، في حين تبقى الطموحات موجهة نحو الظفر بلقبي الدوري والكأس، أو أحدهما على الأقل، من أجل العودة إلى المشاركات الآسيوية بعد غياب دام عامين.
ويتميز الفيصلي هذا الموسم بتنوع مصادره التهديفية، إذ سجل أهدافه عبر ثمانية لاعبين مختلفين، هم لي إروين (4 أهداف)، أحمد العرسان وجيمي سياج (3 أهداف لكل منهما)، مجدي عطار (هدفان)، أحمد العواودة، محمد الحلاق، أنس الخب، ومهند خير الله (هدف واحد لكل منهم)، ليكون الفريق الأقوى هجومًا في بطولة الدرع بتسجيله 17 هدفًا خلال 9 مباريات.