احمرار الوجه عند الخجل.. علامة إحراج أم رسالة خفية؟
يختبر الجميع إحساس الإحراج المصحوب باحمرار الوجه، حيث ينتشر دفء على الرقبة والخدين بشكل مفاجئ، ويزداد الشعور بالخجل عند الانتباه إليه أو سؤال الآخرين عنه. لكن لماذا يحدث ذلك؟ وهل له فوائد غير متوقعة؟
احمرار الوجه هو رد فعل طبيعي للجسم تجاه مشاعر، مثل: الحرج أو الخجل، نتيجة زيادة تدفق الدم إلى الوجه والرقبة والصدر. تنشط المشاعر الجهاز العصبي الودي؛ ما يؤدي إلى إفراز الأدرينالين الذي يوسع الأوعية الدموية في الوجه، فينتج الشعور بالدفء والاحمرار، وهو أكثر وضوحًا لدى أصحاب البشرة الفاتحة.
"وظيفة مهمة"
وبحسب موقع Medical Express، يعتقد العلماء أن احمرار الوجه يحمل وظيفة اجتماعية مهمة. فهو يُعد إشارة غير لفظية على الوعي بالخطأ أو الشعور بالحرج؛ ما قد يسهم في بناء الثقة والحفاظ على الروابط الاجتماعية. كما يُظهر صدق الفرد وإخلاصه، خصوصًا أن الاحمرار لا يمكن التحكم فيه إراديًّا.
وتشير الدراسات إلى أن النساء والشباب أكثر عرضة لاحمرار الوجه، وكذلك الأشخاص الذين يعانون القلق الاجتماعي. ومع تقدم العمر، يقل الاحمرار نتيجة الخبرة والتكيف مع المعايير الاجتماعية. أما الاحمرار المستمر فقد يكون بسبب حالات طبية، مثل: الوردية أو الحساسية أو أمراض مناعية، ويستدعي استشارة الطبيب عند الحاجة.
حتى بعض الحيوانات، كالقرود، تظهر احمرار الوجه لأغراض اجتماعية أو تتعلق بالخصوبة، كما هي الحال في قرود الماندريل. وبالنسبة للبشر، قد يذكرنا الاستخدام المكثف لأحمر الخدود بمظاهر مشابهة للفت الانتباه والجاذبية.
وبالنسبة لمعظم الناس، لا يتطلب احمرار الوجه علاجًا طبيًّا، لكنه يمثل فرصة للتأمل في إشارات الجسم وفهم تفاعلنا مع الآخرين. وفي الحالات الشديدة المصاحبة للقلق الاجتماعي، يمكن للعلاج السلوكي أو بعض الإجراءات الطبية أن تخفف الأعراض.