شقيق معاذ الكساسبة يكتب كلمات مؤثرة في ذكرى استشهاده
كتب المهندس جواد صافي الكساسبة في ذكرى استشهاد شقيقه النقيب الطيار معاذ الكساسبة:
الذكرى السنوية الحادية عشرة لإسقاط طائرة الشهيد البطل الطيار معاذ الكساسبة، في طقس بارد من فجر يوم الاربعاء 24/12/2014 انطلق الشهيد معاذ بطائرته الإف 16 من قاعدة الشهيد موفق السلطي برفقة زميله إلى الرقة السورية لضرب أوكار الظلام من الدواعش الغادرين.
وفي السابعة والنصف صباحاً و بصاروخ غادر أُصبيت طائرة الشهيد بعدما أُفقِد السيطرة على طائرته بحيث أنه لم يشعر بأن الصاروخ قد أصاب محرك طائرته في مقتل حتى أبلغه زميله الأردني بأن الدخان يخرج من طائرته وبعد محاولات وعلى ارتفاع منخفض بأن ينقذ نفسه وطائرته ولكن القدر أسرع منه فقفز منها ووقع في المياه الباردة وجاءه ظُلّال الأرض الدواعش واعتقلوه وهو أعزل من السلاح وبقى وحيدا وانسحب الجميع ولقي ما لقاه من قدره من صنوف العذاب والتحقيق و حتى ظهر بالرداء البرتقالي وبدا عليه اثار التعذيب والإرهاق وبدأت المفاوضات مع الغادرين لم تكن إلا تضييع للوقت و لم يمكث في الحقيقة إلا بضعة أيام حتى يرتقي شهيدا بإذن الله بالفيديو المشين وهو الذي استشهد مدافعا عن وطنه من خطر الدواعش متردياً من طائرة و محروقاً ومردوماً فاجتمعت فيه أسباب الشهادة جميعاً بإذن الله..
لقد تركت جرحا غائرا في جنب الوطن و فينا جميعاً واستمرت ذكراه تتجدد مع كل حدث من حوادث الوطن ومع كل حالة قبض على مجرم من مجرمي داعش و حتى المحاكمة الأخيرة في السويد للداعشي المجرم أسامة كريم وكانت نتيجة المحاكمة السجن المؤبد لهذا المجرم وتصنيف الجريمة كجريمة حرب وكنا حاضرين كل لحظة من لحظات المحكمة وستبقى هذه القضية مفتوحة للعالم و لنا كعائلة حتى تتضح الحقيقة الغائبة حتى يتم الاقتصاص من الجناة...
رحمك الله يا بطل و ادخلك فسيح الجنان و ستبقى نبراساً للبطولة و أيقونة في سماء الوطن و ذاكرة الأردنيين الاعزاء و العالم أجمع