من هو ؟
محرر الشؤون المحلية - في السياسة يقدّم نفسه دكتورًا، وفي العلاقات العامة أكبر ديكتاتور، وبريطانيا فشلت في تهذيب نفسه، وكانت عينه دومًا أن يصبح سيناتورًا، علمًا بأنه ينتمي إلى فئة الحراثين، والحراثة بالمحراث والتركتر. يدّعي بأنه باحث واستراتيجي، علمًا بأنه لا يفكّ الأرقام ولا يقرأ بين السطور، وملأ جيبه بالدراسات والاستشارات، وحوالاته التي يقبضها تأتي بالفرنك واليورو والدولار، وتسميته بأنه أبو الأبحاث والدراسات لا تنمّ عن كونه سوى جنتل بعقل ثور، وتاريخه في إحدى الجامعات التي بنى بها اسمه عبر سيارات الفور باي فور.
صاحبنا حمل لقب معالي، لكنه يفضّل أن يُقال له قبل اللقب دكتور، وكل كلامه مطأطئ، لا يجيد اللغة العربية كما يجب، ومع ذلك يستخدم عبارة «أنيمور». وعلاقاته المشبوهة بالتيار الليبرالي جعلته يبني في مادبا ليطلّ بها على الغور، ورائحة النفط التي تلوّث ما تبقّى من سمعته جعلته يبني فوق عمارته أكثر من طابق ودور. وعلاقته بالبحث والتدريس فلسفة وكلامٌ زائد، كما يقولون دائمًا «أوف كورس»، أو شركاته التي تُدار على طريقة الأوفشور.
يحبّ الكباب، لكنه مغرم أكثر بقيادة الشباب، ولسانه زفر ومليء بالشتائم، والشرر في عينيه شبيه جدًا بأطراف عيون الذباب، ولا يجيد للأسف إلا صراع الهباب ونباح الكلاب. لا يؤمن بالرأي الآخر مطلقًا، ويعتبره كفرًا وعذابًا، وتاريخه في الجنوب والأقاليم سيرة آب اللهاب. لا يعمل ولا يحضر إلى دوامه إلا إذا كان به أحد المنظمات الأجنبية، أو كان معزومًا، أو معزومًا على وجبة يتخللها الرقص والشراب وأغاني البوب والهباب. قطع علاقاته الاجتماعية مع أبناء جلدته، وأصبح مدمنًا على التغريدات والسناب والترندات، وتاريخه في جنوب عمّان وجنوب معان لا يمكن لأحد أن يمدحه بجملة؛ فهو حفيد مسيلمة الكذّاب.
وإيمانه بأن الجنسية الأجنبية واللغة السياحية لم تُشبعه أبدًا، لأنه لا يؤمن بأن الحيّ لا تشبع عينه إلا التراب. وما دخل مكانًا أو وظيفة أو سلطة أو وزارة إلا ولحقها الدمار والخراب. فاتركوه مع الزجاجات و«القناني» الملوّنة المليئة بالنبيذ والشراب، ولن يخلع جلدته مطلقًا؛ فهو مجرد رملٌ وسراب.
يحمل اسمًا لا يتمتع بأي صفةٍ منه؛ فهو مجرد راكب بلا جواد، ومحاضراته وتصريحاته فارغة، كطلقة بلا عتاد. وفي الشباب كانوا يطلقون عليه عنترة الشدّاد ابن الشدّاد، ولذلك خلعوه من كل مناصبه وحلمه الذي كان ينتظره، فيما هو ينتظر وظيفة عليا، وعينه على الأيام والعداد. هيهات هيهات، بعد أن فلتت منه تنشيط السياحة، أن يعود؛ لأنه سويدي الشكل، ومثل خزان بلا سداد. فهل عرفتموه؟ من هو؟