شكرا


تحتفظُ كل قرية أردنية في ذاكرة تُرابها بأسماء أشخاص كانت لهم بصماتهم الرائعة في بناء هذا الوطن ، كل في مجاله ، اجتماعياً ، وسياسياً ، واقتصادياً ، ولو حاولنا أن نُحصي هذه الأسماء لخرجنا بقائمة طويلة من المخلصين الذين دفعوا من دمائهم ، ومالهم ، وجهدهم لبناء وطن ينتسبون إليه ، حتى أصبحوا أوسمة على صدورنا .

هل نحن حقيقة بلا ذاكرة ؟ أم أننا نُحاول أن نبدأ من حيث نحنُ فيه دون تقدير لمن سبقنا ، وأضاء لنا الدرب ومنحنا لُغتي الولادة ، والاستمرار ؟ وهل نحن بحاجة إلى أن نذكر ، ونتذكر هذه الأسماء دائماً ، ونعلمها لأطفالنا ؟ أقولها جهاراً : نعم ، وألفُ نعم ، ولأسباب كثيرة أهمها حقهم علينا أن نذكرهم فهم تاريخنا الإنساني بكل تفاصيله الحياتية ، نعم علينا أن نذكرهم ، وأن نحفظ أسماءهم لنعطر بها فضاء الأردن بعد أن لـوّث أكسجين هذا الوطن مجموعة من الفاسدين ، حتى لا يظن أحدٌ أننا لا نملك في سجلنا السياسي ، والاقتصادي سوى الفاسدين ، وبعدها ندرك أن الأردنيين الذين بنوا هذا الوطن قد بدأوا حياتهم عطاءً ، وإن جاء بعده مجموعة من الفاسدين تُحاول الأخذ وقت الحصاد .

في ذاكرة تُراب هذا الوطن أسماء كثيرة من المخلصين ، ستبقى خالدة بخلود الوطن ، والذي يُفرحني ، ويُفرح كل أردني أن ذرات تراب الوطن لم ، ولن تحتفظ في يوم من الأيام أسماء الفاسدين ، إنهم خارج الوطن ، خارج التاريخ ، خارج الذاكرة .

في هذا المقال القصير ، والذي تعمدت أن يكون قصيراً لأنه برقية سريعة لأجدادنا ، أقول :أتمنى على حكومتنا أن تبدأ مشوار مسؤوليتها الوطنية نحو من حفروا أسماءهم في سجل الوطن ، وذلك برصد الأسماء مع الأعمال والصور ضمن آلية تراها مناسبة ، ولنخرج بمعجم كبير تُشرف عليه وزارة الثقافة نُسميه – مُعجم الوطن - ، فأمة لا تُكرم رجالاتها أمة مصيرها الزوال ، وليشهد الزمان علينا أننا صُناع مجد وحضارة.