الإعلام السوري يسجل وصمة عار في سجل «الجزيرة» و«العربية» المهني
اخبار البلد_ لم يعد هناك من
مبرر لقناتي «الجزيرة» و«العربية» للاستمرار في عملهما بعد الفضيحة المدوية
التي منيتا بها أمس والتي لم تكن الأولى جراء إصرارهما على الابتعاد عن كل
ما شأنه أن يمت للمهنية الإعلامية بصلة فيما يتعلق بتغطية الأحداث الجارية
في سورية.
فصباح أمس كان السوريون على موعد مع حلقة جديدة من مسلسل فبركات وكذب
القناتين، بثتا فيها شريط فيديو لمتمرد يرتدي الزي العسكري مما يسمى «كتائب
الصحابة في دمشق وريفها» زعم فيه أن الكتائب نفذت ما أسماه «عملية نوعية»
اغتالت فيها ستة مسؤولين سياسيين وأمنيين كبار هم: وزير الدفاع العماد
داوود راجحة، ووزير الداخلية اللواء محمد الشعار، والأمين القطري لحزب
البعث محمد سعيد بخيتان، ومعاون نائب رئيس الجمهورية العماد حسن تركماني،
ورئيس مكتب الأمن القومي هشام أختيار، ومعاون رئيس الأركان العماد آصف
شوكت.
لكن يبدو أن القناتين لم تضعا في حساباتهما طريقة تعاطي الإعلام السوري مع
حلقتهما الجديدة من الكذب.. حيث بادر وبسرعة غير معتادة إلى نفي ما بثته
القناتان عبر بيان لمصدر مسؤول، واستضافة الشخصيات التي زعم أنه تم
اغتيالها على شاشة الفضائية بالصوت والصورة، ليسجل الإعلام السوري بذلك
وصمة عار في سجل القناتين المهني، لن تبرح أذهان كل من يعمل في المجال
الإعلامي، ولن تمحى إلى أبد الآبدين.
فبعد وقت قصير لم يتجاوز الـ30 دقيقة من بث شريط الفيديو، أكد مصدر رسمي في
بيان بثته وكالة الأنباء «سانا» أن المعلومات التي أوردتها قناتا الجزيرة
والعربية حول اغتيال عدد من المسؤولين السياسيين والأمنيين «عار عن الصحة
تماماً وهم على رأس عملهم».
وفي أول نشرة إخبارية بعد إذاعة بيان المصدر المسؤول أجرت مقدمة الأخبار في
الفضائية اتصالاً هاتفياً مع وزير الداخلية أكد فيه أن ما بثته قناتا
الجزيرة والعربية «عار عن الصحة تماماً وقد اعتدنا على مثل هذه الأخبار
التي تقود حملة الكذب والافتراء».
وقال: «أنا أتحدث من مكتبي بوزارة الداخلية وجميع زملائي على رأس عملهم ومن
المؤسف أننا اعتدنا مثل هذه الأخبار المضحكة من المحطات المفلسة التي
تقود حملات الكذب والافتراء منذ بداية الأزمة في سورية وتدعو إلى المزيد من
سفك الدم السوري فيكفي استخفافاً بعقول الناس وبعقل المواطن السوري بشكل
خاص الذي كره سماع هذه المحطات ويكفي هذا الضخ الإعلامي الكاذب ودفع
الأموال الطائلة على التضليل واللعب بعواطف الناس».
وأضاف: «كنت أتمنى أن أسمع أن من يمول قناة الجزيرة وغيرها من المحطات
المغرضة يدفع هذه الأموال ولو بمعدل 500 دولار شهرياً للمواطن المقدسي الذي
يئن تحت الاحتلال الإسرائيلي ليعزز صموده في بيته ويوقف تهجيره وتحويل
القدس إلى مدينة يهودية.. ألم يسمعوا بمخطط التهجير الذي تقوم به سلطات
الاحتلال الإسرائيلي بحق المقدسيين الذين مضى أجدادهم وأجداد أجدادهم في
هذه الأرض».
ودعا الشعار هذه المحطات إلى الكف عن أذى الناس، وقال «يكفي أن يسرهم هدر
الدم السوري وبالتأكيد اعتدنا رؤيتهم مسرورين كثيراً عندما يوردون على
شاشاتهم كل يوم صور أشلاء الأبرياء المتناثرة في المدن جراء استهدافهم
بالسيارات المفخخة أو بالأعمال الإرهابية التي يقوم بها الإرهابيون
والمسلحون في سورية ويسرهم أن يروا المواطن يتعرض للقتل والدمار من جراء
هذه الأعمال الإرهابية».
وختم الشعار بالقول «ألم يشبعوا من الدم ألم تكتف هذه الامبراطورية القطرية
من نفخ نفسها لتصبح بهذا الحجم الإعلامي الكبير ألا يؤدي هذا النفخ إلى
الانفجار نحن ندعوهم للاكتفاء بهذا القدر من الدم الذي شربوه هذا الدم
الغالي الشريف الذي يهدر على الأرض السورية.. وأقول لهم في نهاية المطاف
قوله تعالى.. وأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض».
وبعد وزير الداخلية ظهر على شاشة الفضائية معاون نائب رئيس الجمهورية وقال:
إن ما تناقلته قناتا الجزيرة والعربية «عار عن الصحة تماماً وهو منتهى
الإفلاس والتضليل الإعلامي».
وأضاف العماد توركماني «أنا وزملائي بخير ونقوم بواجبنا بخدمة الوطن بكل
اطمئنان وليس لدينا ما نشكو منه وكل هذه الدعايات مغرضة وتذهب دون صدى
وشعبنا يعرف أن هذا كذب مكشوف».
من جانبه قال وزير الدفاع: إن هذه الأخبار «كاذبة وتعكس حالة الإفلاس
والفشل التي أصابت المجموعات الإرهابية ومن يدعمها بالمال والسلاح
والإعلام».
من جانبها أوردت وكالة «سانا» خبراً حول قيام الأمين القطري المساعد لحزب
البعث بزيارة لدار البعث اطلع خلالها على واقع العمل في الدار والمنشآت
والأقسام الجديدة والوسائل الإعلامية المستحدثة فيها.
ورداً على سؤال حول ما تناقلته قنوات سفك الدم السوري حول اغتيال عدد من
المسؤولين السياسيين والأمنيين أكد بخيتان أن هذه الأنباء عبارة عن أكاذيب
وافتراءات تناقلتها هذه القنوات المضللة، مشيراً إلى أن الأخبار التي تبثها
ليس لها أي مصداقية بين أوساط السوريين لأنها تجافي الواقع وتبتعد عن
الحقيقة.
وأوضح، إن الشعب السوري يعي حقيقة مثل هذه الأخبار الملفقة التي تبثها
قنوات التحريض منذ أكثر من عام وانه أثبت من خلال الاستحقاق الديمقراطي
الأخير المتمثل بانتخابات مجلس الشعب أنه شعب متماسك وملتف حول قيادته
ومؤيد لمسيرة الإصلاح على الصعد كافة.
وأكد أن الشعب السوري يرفض كل أنواع الإجرام الذي تقوم به المجموعات
التكفيرية الإرهابية من قتل للأبرياء والنساء والأطفال، لافتاً إلى أن من
يقف وراء التحريض الذي تبثه قنوات الفتنة يريد لسورية وشعبها الخراب
والدمار وان الشعب السوري اليوم أكثر تماسكا وقوة نتيجة وعيه لحقيقة
المؤامرة التي تقودها جهات عربية وغربية.