ماتشادو حاصلة على نوبل للسلام وتحرض على الحرب ضد بلادها!!
تتحول وسائل الإعلام الأمريكية في تحريضها وفي ذروة دعايتها على الحروب إلى نسخة هزيلة وبائسة عن الدعاية في الاتحاد السوفييتي السابق وفي ألمانيا لنازية وإيطاليا موسوليني، وتتحول زعيمة ما يسمى "المعارضة” إي فنزويلا إلى ضيفة دائمة على المحطات الأمريكية والغربية وهي تحرض على الحرب ضد بلادها.
ومن سخريات المشهد في الغرب أن تحصل هذه المحرضة ضد بلادها على جائزة نوبل للسلام، تخيلوا فوز مفاجئ غير متوقع حتى بالنسبة لها، فقد عبرت الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو عن دهشتها بعد تلقيها خبر فوزها بجائزة نوبل للسلام لعام 2025.
مولودة في العاصمة الفنزويلية كراكاس عام 1967. وحاصلة على شهادة في الهندسة الصناعية من جامعة "أندرياس بيو” الكاثوليكية، ودرجة الماجستير في المالية من معهد "الدراسات العليا في الإدارة” في كراكاس.
دخلت عالم السياسة في 2002 بصفتها مؤسسة وقائدة لمجموعة مراقبة الانتخابات (سوماتي). وتشغل منصب المنسقة الوطنية لحزب "فينتي فنزويلا”. وأصبحت عضوا في الجمعية الوطنية الفنزويلية (البرلمان) في الفترة بين عامي 2011 و2014.
كانت ماتشادو مرشحة في الانتخابات الرئاسية الفنزويلية 2012 لكنها خسرت الانتخابات التمهيدية، وخلال احتجاجات فنزويلا في 2014 كانت من الشخصيات القيادية في تنظيم المظاهرات ضد حكومة الرئيس نيكولاس مادورو.
وفي عام 2019، وأثناء الأزمة الرئاسية الفنزويلية، أعلنت أنها ستخوض ترشحا رئاسيا ثانيا إذا تمكن الرئيس المؤقت المتنازع عليه خوان غوايدو من الدعوة إلى انتخابات جديدة، لكن غوايدو فشل في مساعيه.
حاولت الترشح للانتخابات الرئاسية لكنها أقصيت من قبل المراقب العام لفنزويلا لمدة 15 عاما، وأكدت المحكمة العليا للعدل في فنزويلا قرار إقصائها في 2024.
ونشرت ماتشادو رسالة في صحيفة "وول ستريت جورنال” قالت فيها إنها دخلت في حالة اختفاء قسري "خوفا على حياتي وحريتي وحياة أبناء وطني من دكتاتورية نيكولاس مادورو”، بعد أن منعتها حكومة مادورو من مغادرة البلاد.
ماتشادو مدعومة في الأساس من الولايات المتحدة الأميركية للإطاحة بالرئيس الفنزويلي المعادي لأميركا، حيث أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن مكافأة لمن يدلي بمعلومات تفضي إلى اعتقال مادورو، متهمة إياه بأنه "أحد أكبر مهربي المخدرات في العالم”، وفقا لموقع قناة "بي بي سي”.
وبلغت المكافأة 50 مليون دولار، ووصفت الحكومة الفنزويلية هذه الخطوة بأنها "مثيرة للشفقة”.
وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز” الأميركية، فلم يتوقف العداء إلى هذا الحد، ففي 2024 اعترفت الولايات المتحدة بزعيم المعارضة الفنزويلية إدموندو غونزاليس رئيسا شرعيا منتخبا للبلاد، في أعقاب الانتخابات التي أجريت في يوليو/تموز الماضي.
وقال ترامب حينها على مواقع التواصل الاجتماعي: "ناشطة الديمقراطية الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو والرئيس المنتخب غونزاليس يعبران سلميا عن أصوات وإرادة الشعب الفنزويلي مع مئات الآلاف من الأشخاص الذين يتظاهرون ضد النظام. لا ينبغي أن يتعرض هؤلاء المناضلون من أجل الحرية للأذى، ويجب أن يظلوا آمنين وأحياء”.
فوز ماتشادو بنوبل للسلام أثار ابتهاجا في تل أبيب، إذ سبق أن طالبت ماتشادو بإعادة العلاقات مع دولة الاحتلال وتعزيزها، وهي العلاقات التي قطعتها إدارة الرئيس السابق هوغو تشافيز خلال حرب غزة 2008-2009.
ووفقا لقناة "آي نيوز 24” الإسرائيلية، كان الحزب المعارض الذي تترأسه ماتشادو، حزب "فينتي فنزويلا”، قد وقع في 2020 على اتفاقية تعاون مع حزب الليكود الإسرائيلي بزعامة بنيامين نتنياهو، بهدف تعزيز العلاقات بين الشعبين، تضمنت التعاون في الشؤون السياسية والأيديولوجية والاجتماعية والإستراتيجية والجغرافية والسياسية والأمنية.
وصرحت ماتشادو علنا بأن القوى الديمقراطية في فنزويلا وفي دولة الاحتلال لها "عدو مشترك” يتمثل في "القوى الإجرامية التي تقوض الحرية والسلام في العالم”.
كما سلطت ماتشادو الضوء على دعم فنزويلا التاريخي لتل أبيب، وتنظر ماتشادو إلى توطيد العلاقات مع إسرائيل على أنه أمر إستراتيجي "في مواجهة التهديدات مثل تهديد إيران”.
كذلك يرتبط حزبها بعلاقات مع أحزاب اليمين المتطرف الأوروبية، ومنها أحزاب معادية للسامية، مما أثار مخاوف بشأن توجهات كراهية الإسلام ومعاداة الأجانب.
نجحت قبل يويمن بالخروج من بلادها والتوجه إلى النرويج، وعادت ماتشادو إلى الساحة الدولية مع تصعيد الرئيس دونالد ترمب ضغوطه بشكل حاد على الحكومة الفنزويلية، التي اتهمتها إدارته بإغراق الولايات المتحدة بالمخدرات والمجرمين، وهي مزاعم دحضها الخبراء.
وعندما سُئلت عما إذا كانت تؤيد تدخلا عسكريا أميركيا محتملا في فنزويلا قالت ماتشادو”سأرحب بمزيد من الضغط حتى يدرك مادورو أنه يجب عليه الرحيل، أن وقته قد حان”.
لا تبقى أية قيمة تذكر لأي سياسي حين يتحول إلى حصان طروادة يدخل من خلاله الأجنبي لبلاده ليضع على هرمها السياسي مهرجا أو "قرضاي” جديد، نصبه الأمريكان رئيسا لأفغانستان فأصبح مثلا، يحركه المحتل والمعتدي والمستعمر في خدمة مصالحه حتى وان دمر بلاده وأوقعها في الحرب والجوع والفقر والموت.