هل نستفيد من تجربة كرة القدم لننهض بالوضع الرقمي الأردني؟
النتائج والفرحة التي يجلبها منتخب النشامى للمجتمع الأردني من شتى المنابت والأصول لا تقدّر بثمن. منتخب يرتفع تصنيفه عالمياً من مباراة إلى أخرى، والسبب إدارة حكيمة ودعم متواصل من سمو الأمير علي وإدارة الاتحاد الأردني لكرة القدم.
إذا عدنا بالذاكرة قليلاً، سنجد أننا انتقلنا من منتخب متذبذب النتائج إلى منتخب ينافس في كأس العالم ويجعل الجميع يتحدث عنه، حتى أن صديقي من تايلند أرسل لي يقول:
"أنا أفتخر أمام زملائي بأنني أعرف الأردن من قبل!”
يا لها من جملة تختصر معنى أن يصبح المنتخب سفيراً ناجحاً للوطن، ينشر صورته المشرقة للعالم دون بروتوكولات ولا خطابات.
لا شك أن اللاعبين المحترفين كانوا أحد أهم أسباب تطور المنتخب وارتفاع تصنيفه. وهنا يأتي السؤال:
ماذا لو استدعينا محترفي الرقمنة الأردنيين المنتشرين في الخارج وجعلناهم يعملون تحت إدارة رقمية محترفة؟
بالتأكيد سيتحسن موقعنا في التصنيف الرقمي العالمي، وسنكون رقماً صعباً على الساحة الدولية، بدعم من كفاءاتنا الأردنية التي أثبتت قدراتها في كبريات الشركات العالمية.
الفرق بين منتخب النشامى لكرة القدم وبين ملف الحكومة الإلكترونية الأردنية يكمن في الإدارة. فالمنتخب رفع تصنيفه عالمياً لأن من يقوده يؤمن بالكفاءات ويحتضنها، أما الحكومة الإلكترونية فقد بدأت بقوة عام 2000 وكانت في الطليعة، ولكن باستبعاد محترفي الرقمنة تراجع ترتيبنا حتى أصبحنا في ذيل التصنيف.
إذن الخلاصة واضحة:
الإدارة تصنع الفارق.. والاعتماد على الكفاءات هو الطريق الوحيد للنهضة.
كل الشكر والتقدير للاتحاد الأردني لكرة القدم على الإنجاز التاريخي الذي حققه، وعلى الدرس العملي في كيفية تحويل الموارد إلى نجاح وقصص فخر للوطن.
المهندس عبدالحميد الرحامنة.
مستشار وخبير تكنولوجيا معلومات.