كيف جاء رد فعل الصوماليين الأمريكيين على تصريحات ترامب التي وصف بها الصوماليين بـ"الحثالة"؟
عبّر الصوماليون الأمريكيون في ولاية مينيسوتا عن مخاوفهم المتزايدة، بعد أن كثف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انتقاداته للجالية هذا الأسبوع.
وكشفت تصريحات قادة الجالية لبي بي سي عن "قلق ملموس" في أعقاب تصريحات ترامب، التي قال فيها إنه لا يرغب في وجود الصوماليين في الولايات المتحدة، وإن البلاد "ستسلك المَسلك الخطأ إذا استمررنا في استقبال القمامة".
وقال آج عوض، المدير التنفيذي لمجلس سيدار-ريفرسايد المجتمعي، الذي يمثل بلدة تُعرف باسم (مُقديشو الصُغرى) نظراً لكثرة سكانها الصوماليين: "عندما يستهدفك رئيس الولايات المتحدة، يراودك شعور سيء بحق".
ولقد ازدادت حدة القلق بعد التقارير التي تفيد بأن المسؤولين شرعوا في إجراءات في مينيسوتا تستهدف المهاجرين غير الشرعيين.
وأوضح عوض أن المجلس سيناقش مخاطر عقد فعالية سنوية بحضور جماهيري، كان من المفترض أن تكون في الأسبوع المقبل، بسبب الإجراءات الحالية.
وقال: "إن من يقعون في هذا الفخ لا يجيدون التحدث بالإنجليزية، لكنهم مواطنون أمريكيون منذ عقود. وأن تكون لديك لكنة، فهذا أمر لا ينتقص من هويتك الأمريكية".
وكان ترامب قد أدلى بتصريحات مهينة انتقد فيها الجالية الصومالية في البيت الأبيض يوم الثلاثاء، حين قال: "لا أرغب في وجودهم في بلدنا، سأكون صريحاً معكم. بلدهم ليس بخير لسبب وجيه".
ووصف عوض هذه التصريحات بأنها "خطيرة"، مضيفاً أن "من غير اللائق أن يهاجم الرئيس أمريكيين آخرين".
"كل من يشبهني يشعر بالخوف"
انتقل جمال عثمان، عضو مجلس مدينة مينيابوليس، إلى الولايات المتحدة، عندما كان في الرابعة عشرة من عمره، قبل أن يصبح مواطناً مكتسباً للجنسية.
وقال لشبكة سي بي إس نيوز: "كل من يشبهني يشعر حالياً بالخوف".
وعلّق جمال على مزاعم الاحتيال التي أشار إليها ترامب مراراً وتكراراً في انتقاده للجالية الصومالية، قائلاً: "جاليتي تشعر بالاستياء. صحيح أن هناك من يرتكب جرائم، لكن لا ينبغي أن يؤخذ مجتمع بأكمله بجريرة ما فعله بعض الأفراد".
وأنهت إدارة ترامب وضع الحماية المؤقتة للصوماليين المقيمين في مينيسوتا - وهو برنامج للمهاجرين من الدول التي تمرّ بأزمات - وأعلنت أن الإجراءات ستستهدف من صدرت بحقهم أوامر ترحيل نهائية. وشرعت في التنفيذ يوم الأربعاء، وفقاً لشبكة سي بي إس نيوز، شريكة بي بي سي في الولايات المتحدة.
كما انتشرت على مواقع التواصل مقاطع فيديو لعناصر من دائرة الهجرة والجمارك، وهم يحطمون نوافذ سيارات المشتبه بهم ويطرحونهم أرضاً أثناء احتجازهم، الأمر الذي زاد من مخاوف المهاجرين، سواء كان وضعهم مقنّناً أم لا.
ونفت متحدثة باسم وزارة الأمن الداخلي، المشرفة على دائرة الهجرة والجمارك الأمريكية، استهداف أي فرد على أساس عرقي.
وقالت مساعدة الوزير تريشيا ماكلولين: "تطبق دائرة الهجرة والجمارك الأمريكية قوانين الدولة يومياً في جميع أنحاء البلاد. وما يجعل أحدهم هدفاً ليس عرقه أو أصله، بل وجوده في البلاد بشكل غير قانوني".
وأوضحت كوثر أن منظمات المجتمع المحلي كانت تتوقع زيادة في تطبيق قوانين الهجرة، لكن بعد تصريحات ترامب، كثفت من استعداداتها.
وقامت (موناركا) إحدى المنظمات، بوضع جدول زمني لـ"تدريب المراقبين القانونيين" في مدينة مينيابوليس بولاية مينيسوتا على توعية الناس بحقوقهم عند مواجهة تحركات لدائرة الهجرة الفيدرالية.
وقالت كوثر إن من بين الطرق الأخرى للاستعداد توفير جهات اتصال طوارئ على الهواتف المحمولة، جاهزة لسرعة استخدامها حال مواجهة دائرة الهجرة والجمارك الأمريكية، إلى جانب إنشاء مجموعات مراسلة خاصة يشارك الناس من خلالها صوراً لسيارات بدون علامات وعناصر ملثمين، في إشارة إلى سيارات السلطات المتخفّية.
كما أوضحت كوثر، قائلة: "على الجميع توخي الحذر".
وختمت حديثها متسائلة: "هل هناك شعور بالخوف؟ بكل تأكيد. لكن لا مجال للخضوع أو الاستسلام".