وفي الليلة الظلماء وفي مهرجانه يفتقد الزيتون..

  • لماذا تحول مهرجان الزيتون الى سوق شعبي ؟ وهل دور الوزارة الزراعة مقتصر على فحص الزيت وقص الشبرة

  • نجاح المهرجان لا بعدد زواره بل بحمل العبء عن المزارع

خاص - المهرجانات والاعلانات والضجة التي رافقت مهرجان الزيتون الوطني وفي نسخته الخامسة والعشرين وحجم الضيوف وتعدادهم ومستوياتهم في المهرجان لا تخدم المزارع إذا كان الحصاد لغيره..

هذا ما شهدناه في المهرجان الأخير الذي افتتحه وزير الزراعة الدكتور صائب خريسات في أرض المعارض.. فالزيتون كان آخر الحاضرين بين (العسل والتمور والمعلبات والمشغولات وعروض الحرف والمشغولات) ، فالتمور له مهرجانه ويحظى بدعم خاص و مميز لا يجعل لغيره مكان .. وكذلك العسل ، فلماذا يستغل اسم الزيتون والذي يعلو باسمه هذه الأشهر ويزاح على طرف المعرض يزاحمه مكانا التمور والعسل والمنتجات اليدوية وحتى الفخاريات والحرف اليدوية..

أعتقد أن على وزارة الزراعة والمنظمين أن يغيروا اسم "مهرجان الزيتون" إلى "مهرجان كل شيء" "أو "مهرجان المزارع" وهو نوع من التكريم له ، حتى لا ازور مهرجان بعنوان لأجده عدة عناوين.. فالمزارع يحتاج إلى معارض يستفيد منها وتخفف العبء عنه لا عرض للتصوير، ويحتاج أكثر لوقفة جادة وحلول للتحديات التي تواجهه ، فعندما يضطر المزارع أن يرمي حمولة انتاجه من البندورة وغيرها من المنتجات في الشارع اعتراضا على سوء حاله فلأنه لم يجد أذنا أو بابا يطرقه.

على الحكومة أن تدعم المزارع الذي يصله من الجمل اذنه عند الدعم والتصريحات الكثيرة، فهو ليس تاجر ولا محتكر ولا صوت له ومغلوب على أمره .. هو فلاح أراد لعرق جبينه أن يثمر وان يحصد نتائج متابعة استمرت شهور في سبيل انتاج طيب يصل للمستهلك الأردني أولا وتستفيد منه الدولة تصديرا وسمعة .

أخيرا هل لدى وزارة الزراعة وحدة قياس نتائج المهرجان الأخير "مهرجان الزيتون" ونسبة نجاحه وانعكاسه على المزارع.. أم أنها لا تتعدى قص الشريط والتصوير والتذوق من ما لذ وطاب.

وهل العنوان الأبرز لهذا المهرجان والرقابة الصارمة والمختبر الذي يكشف الجودة يلغي الغش في الخارج والكميات الكبيرة والمشاغل التي تكتشف قبل فرد بضاعتها في السوق.. أم هي إضافة لتجميل هذا المهرجان لا أكثر ، فأغلبية العمل البيتي وعمل الجمعيات والذي يبحث صُناعه عن تسويقه والايادي الطاهرة والماهرة التي تشارك في هذه المعارض من المعيب التشكيك فيها مع ضرورة وجود الرقابة لكن بلا تهويل وغمز ولمز بالمشاركين.

مهرجان الزيتون بنسخه الأولى كان أفضل وأرقى وأشمل، لأنه يحمل من اسمه نصيب، والمعرض كان يقدم منتجات الزيتون وما شابه، ولكن وللأسف تحول معرض الزيتون الى سوق مفتوح بلا هوية وبلا مضمون، لدرجة أن الداخل والزائر يعتقد نفسه بأنه أمام سوق شعبي يتداخل فيه المعروض مع المنتج، لدرجة يصعب عليه أن يجد الزيت والزيتون في هذا المعرض وكأنه ابرة في كومة قش مليئة بما لا عين رأت ولا أذن سمعت، فالمشغولات ومواد التجميل والمكبوسات والمخللات ومشتقات الالبان وحتى الأعشاب والعاب الأطفال والاكسسوارات والتجميل موجود بكثرة ما استدعى تحويل اسم مهرجان الزيتون الى مهرجان كل شي بدينار، او سوق شعبي شبيه بأسواق الجمعة.