حزب الجبهة الاردنية الموحدة : خالد طوقان بدلاً من ان يعتذر للشعب طار الى باريس
اخبار البلد_ من بين أهم المقاييس التي تستخدم لقياس قدرة الدولة على فهم الشعب والتواصل معه هو امتلاك الدولة لآلية فاعلة في مخاطبة الجماهير وإيصال رؤاها السياسية والإستراتيجية إليه ، و غالبا ما تقوم الدولة باستخدام خطاب رفيع المستوى يتسامى عن التهديد والوعيد ، أو الشتيمة والصراخ ، لأن الدولة هي الإناء الكبير الذي يتسع لكل المكونات ، فهل الخطاب الذي استخدمه السيد خالد طوقان مع الشعب الأردني يتوافق مع الحد الأدنى من متطلبات الخطاب الوطني مع الشعب الأردني .
هل يستحق الشعب الأردني الذي قاتل في القدس وباب الواد واللطرون وغور الأردن والكرامة ، والذي بنى وطنا وأعلى كيانا أن يوصف بأنه من " الحمير أولاد الحمير" ، وهل يستحق عمال الوطن من الأردنيين الذين يقومون بالمحافظة على عمان نظيفة تعبق برائحة العطر والسوسن أن يصبحوا شتيمة تقذف في وجه الأردنيين ليوصفوا بأنهم زبالين ، وهل يستحق الأردنيون الذين يسجلون أعلى نسبة تعليم في العالم العربي كله بل ربما يأتون على رأس قائمة الدول في العالم بعدد الخريجين والمؤهلين هل يستحقون أن يوصفوا بأنهم أميين ولا يفهمون ، هل هذا هو شكل الشعب الأردني الذي استقر في ذهن معالي وزير المستقبل النووي الأردني .
إن أخشى ما نخشاه أنه إذا لم تتم محاسبة السيد خالد طوقان على ماقاله أن يستقر في ذهن الشارع الأردني أن تلك النظرة هي نظرة الدولة للشعب وهي نظرة الحكومة للشعب وهي نظرة النخبة السياسية للشعب وإذا ماترسخ ذلك فإننا سنكون قد بنينا أول حجر في جدار فصل عنصري بين شرائح المجتمع الأردني وأرسينا قاعدة جديدة من قواعد الخطاب السياسي المبني على الردح والشتم الرسمي ، وسيقود هذا بكل تأكيد إلى مالا تحمد عقباه في المستقبل من التخلف والهبوط في مستويات الخطاب السياسي والشعبي بين الدولة والمجتمع .
و قد تمهلنا قبل أن نصدر بياننا هذا عل الوزير يعتذر أو يلبس زي عمال الوطن وينزل في يوم عمل معهم في شوارع عمان للتعبير عن أسفه وعن تواضعه إلا انه طار إلى باريس وكأن الأمر لا يعنيه ، وقد اتصلنا بمكتب الوزير الذي لا يرد على هواتفه أحد غير عامل المقسم المحترم ، ومن هنا فقد استنفدنا كافة الوسائل للإطلاع على تفاصيل ماقاله الوزير منه شخصيا ، إلا انه لا يبدو أنه نادم على ما قال ولا يعنيه من الشعب الأردني إلا أن يبني له مفاعلا يغرقه في الدين مائة سنة أخرى .
وحتى لا نمر بدون ابداء رأينا في مشكلة المفاعل النووي المقترح فإننا نتساءل ما هو الأمر الذي يدفع بالسيد طوقان إلى الإصرار على بناء مفاعل نووي في الوقت الذي تتخلى فيه اليابان عن مفاعلاتها وتحاول أوروبا الاستغناء عن الطاقة النووية ، وتبحث ايطاليا وألمانيا واسبانيا وكندا وفرنسا عن الطاقة الشمسية وطاقة الرياح ، لماذا يريد معاليه ان يبني لنا مفاعلا نوويا بعشرات مليارات الدولارات التي لا نملك منها شيئا ولا نملك المياه الضرورية لتبريد المفاعل ولا نحتاج أصلا لهذه الطاقة الخطيرة بينما يمكننا أن نسد العجز إن كان هناك عجز في الطاقة الكهربائية بوسائل أخرى اقل كلفة وأكثر أمنا وأمانا على المواطنين وعلى البيئة .
إن قصة المفاعل النووي تكاد تدخل في ملفات الفساد ونحن نوصي الجهات المختصة منذ الآن أن تحقق في الأمر لأننا نشتم رائحة فساد في افق المفاعل النووي ، كما أننا ندين بقوة العبارات التي تلفظ بها السيد خالد طوقان ضد الشعب الأردني ونطالب باستقالته فورا ودون تأخير كما نطالبه باعتذار علني قبل أن يتسبب لنا بمصيبة أخرى علاوة على مالدينا من مصائب .