الخبيرة الأسرية الحطاب: السوشيل ميديا والترند سبباً بارتفاع العنوسة في الاردن

راكان الخوالدة - ترى الخبيرة الأسرية الدكتورة أمينة الحطّاب أن مشكلة تأخر الزواج وارتفاع نسب "العنوسة” باتت نتاجًا لمجموعة عوامل اقتصادية واجتماعية وثقافية، تتقاطع جميعها في رسم ملامح واقع جديد يعيشه الشباب والفتيات في الأردن.

تقول الحطّاب إن العامل الاقتصادي يأتي في مقدمة الأسباب، فالكلف المتصاعدة للزواج، وضعف القدرة المالية، إلى جانب ارتفاع متطلبات الأهل، كلها عوامل تُثقل كاهل الشاب وتؤخر خطوة الارتباط.

وتُشير إلى أنّ العامل الاجتماعي لا يقلّ تأثيرًا، إذ أصبحت الفتاة تُنهي تعليمها الجامعي وتتجه نحو العمل والاستقلالية قبل الزواج، وهو ما يرفع متوسط العمر عند الكثير منهن، خاصة في ظل رغبة بعضهن بالعمل والاستقرار المهني أولًا.

وتُضيف أن السوشيال ميديا لعبت دورًا كبيرًا في تكوين صورة غير واقعية عن الزواج والحفلات، فـ"الترند” وما يعرض عبر المنصات من أعراس فخمة وحفلات حناء باهظة تُقام في الفنادق، خلق حالة من السعي نحو "الشو”، على حساب الجوهر والبساطة. وفي الوقت نفسه، ازداد تمسّك الكثير من الفتيات بفكرة الاستقلالية السكنية، وعدم تفضيل السكن قرب أهل الزوج.

وتستذكر الحطّاب أن العائلة الممتدة التي كانت تشكل مظلة دعم اجتماعي قد تراجعت، فيما تمدد العالم الافتراضي وسهولة التواصل بين الشاب والفتاة من دون وعي ومسؤولية، ما أدى إلى ضبابية المفاهيم وتشويه فكرة الارتباط لدى البعض.

وبحسب الحطّاب، فإن الأرقام اليوم مقلقة؛ إذ ارتفعت نسبة تأخر الزواج إلى نحو 45%، وهناك ما يقارب مليون فتاة تجاوزن سن الزواج التقليدي، معتبرة أن ذلك مؤشر اجتماعي لا يمكن تجاهله.

وتشير إلى أن المجتمع بات ينظر إلى تعدد الزوجات وكأنه أمر محرّم اجتماعيًا، رغم إمكانية طرحه كحلّ استثنائي في بعض الحالات، مشددة على ضرورة التعامل مع الموضوع بواقعية بعيدًا عن الأحكام المسبقة.

وتلفت إلى أن الطلاق، الضغوط النفسية، والانفجار المعرفي كلها عوامل جعلت الشباب يفكرون مرات عديدة قبل الإقدام على الزواج، إضافة إلى شروط الاستقلال المالي وتأسيس أسرة مستقرة، وهي مفاهيم غابت عن النقاش العام لمصلحة "الشو” والسطحية.

وتختم الحطّاب بأن الهدف الأسمى للزواج هو بناء مجتمع متماسك وأسرة آمنة وسعيدة، لكن كثرة التفكير والخوف من الفشل أديا إلى تأخير الزواج، مؤكدة أن إعادة طرح المفاهيم الغائبة ورفع الوعي قد يفتحان الطريق أمام حلول واقعية لهذه الظاهرة المتصاعدة.