البطيخي: مياه الديسي ملوثة بـ "الراديوم" المسبب للسرطانات
اخبار البلد_ كشف الخبير المائي د.أنور البطيخي، رئيس جمعية البحث العلمي الأردنية، النقاب عن تلوث مياه حوض الديسي بمادة "الراديوم" المشعة، المسببة لأنواع من السرطانات.
وقال البطيخي، خلال استضافة المنتدى الأسبوعي لحزب الاتحاد الوطني الأردني، إن "مياه الديسي، الجاري الأعداد لجرها إلى العاصمة، ملوثة بالراديوم المشع، الذي يعتبر من المواد الخطرة والمسببة للسرطان".
وأشار د.البطيخي أن "الشركة المتعهدة بنقل مياه الديسي تسعى لحل مشكلة التلوث عبر نقلها إلى الزرقاء، وضخها في برك كبيرة وخلطها بمياه صالحة للاستهلاك الآدمي، وتنقيتها من المواد المشعة، ومن ثم إعادة ضخها إلى عمان"، لافتا أن ذلك "سيرفع كلفة المتر المكعب من المياه إلى دينارين".
وانتقد الخبير "التباين" بين تكلفة مشروع جر مياه الديسي الحقيقية، وبين التكلفة التقديرية، مبينا أن "دراسات المشروع قدرت تكلفته بـ 400 مليون دينار، فيم انفق عليه – حتى الآن – قرابة المليار دينار".
ولفت أن "وزير المياه الأسبق حازم الناصر أعلم بتلوث المياه بمادة الراديوم المشعة، إلا أنه تجاوز ذلك".
ونبه البطيخي إلى معلومات، وصفها بـ "المؤكدة"، حول عدم صلاحية الأنبوب الناقل، الذي تمده الشركة التركية، لنقل المياه، مبينا أن "نوعيته لا تصلح لنقل المياه الصالحة للشرب".
وحذر من تعرض المملكة لمشكلة مائية حقيقية، ستطرق أبواب المملكة عاجلا، لافتا أن "نصيف الفرد من المياه في الأردن يقدر بـ 140 م3 سنويا، ويرجح انخفاضه"، مقارنا ذلك بمعدل استهلاك الفرد في الدول الفقيرة مائيا، والمقدر بـ 1000 م3/سنويا.
وعرض البطيخي، خلال الندوة التي أدارها أمين عام الحزب محمد أرسلان، لمشكلة الفاقد في شبكات توزيع المياه بالأردن، مبينا أن الدراسات تكشف عن هدر 44% من كميات المياه المسالة في الشبكة على مستوى المملكة.
وحث الجهات المعنية إلى ترشيد استهلاك المياه، وتوظيفها بما يلاءم الموازنة المائية للمملكة، متسائلا عن سبب زراعة البندورة المكشوفة، التي يبلغ تكلفة الكيلوغرام الواحد منها مائيا قرابة دينارين (حال عدم وجود دعم حكومي للمياه).
ورأى البطيخي في الزراعات الاقتصادية مخرجا لمشكلة استنزاف المياه في ري المزارع، مبينا أنها تتضمن الري بالتنقيط، وزراعة محاصيل ليست بحاجة لكميات كبيرة من المياه.
وفي الشق الثاني من المحاضرة، قال خبير الأغذية المطورة وراثيا رضا الخوالدة أن "علم الهندسة الوراثية هو ثورة يعيشها العالم"، مبينا أنها "تسهم في رفع الإنتاجية الغذائية للنباتات مع المحافظة على النوعية بنفس الوقت".
وقال الخوالدة إن "الأردن قطع شوطا لا بأس به في الهندسة الوراثية، إلا أن هذا العلم لا زال بحاجة لكثير من البحوث العلمية والدراسات العملية"، مبينا أنها قد تشكل حلولا للمشاكل البيئية.
وأشار الخوالدة إلى "دراسات أثبتت أن البحر الميت ليس ميتا، وكشفت عن أنواع من البكتيريا تعيش فيه، ويمكن استخدامها وهندستها جينيا مع البذور لتصبح قادرة على الإنبات والنمو في الأراضي المالحة".
ولفت الخوالدة إلى منع الأردن لدخول المواد المعدلة وراثيا، متسائلا سبب التمنع عن الاستفادة من هذه التكنولوجيا وفي ذات الوقت السماح باستيراد بعض المنتجات المعدلة، كالذرة وفول الصويا الأمريكية.