منهل ولا كاميرا "الحق على المزاريب" عمان لم ترخي جدائلها .. عمان غرقت!!
خاص
*صور صادمة لانهيار البنية التحتية!!
لم تمر دقائق على بدء الهطول المطري الغزير ظهر الثلاثاء حتى تحوّلت شوارع عمّان إلى مشاهد غرق كاملة، ارتفع فيها منسوب المياه وتعطلت الحركة المرورية في مناطق رئيسية، ليعود السؤال السنوي ذاته: هل العاصمة جاهزة فعلاً لموسم الشتاء؟
ورغم اعتراف الناطق الإعلامي باسم أمانة عمّان، ناصر الرحامنة، بأن الهطول كان شديداً وفي فترة قصيرة، إلا أن الأمانة سارعت — كعادتها — للبحث عن شماعة جديدة، فحمّلت مسؤولية الفيضانات لقيام بعض الأبنية بربط مزاريب الأسطح على مناهل الصرف الصحي. تصريح أثار موجة غضب واسعة، خصوصاً أن الأزمة لم تكن في منطقة واحدة فقط، بل تكررت في مواقع معروفة أصلاً بأنها "تغرق سنوياً” دون حلول جذرية أو صيانة حقيقية.
وفي الوقت الذي تؤكد فيه الأمانة أن القانون يعاقب من يربط المزاريب على المناهل، يرى مواطنون أن هذا التبرير أصبح مجرد محاولة لصرف الأنظار عن ضعف البنية التحتية، التي انهارت بالكامل مع أول منخفض، وكأن عمّان لم تمر عليها أي شتوة من قبل.
فالعاصمة التي ملأتها الأمانة كاميرات ورادارات طوال السنة، كانت بحاجة إلى مناهل فعّالة لا «عيون إلكترونية». الصور المتداولة أظهرت طرقاً تحولت لبحيرات، ومركبات علقت وسط المياه، وطيناً يكسو الأرصفة والدوارات. مشاهد دفعت أحد الناشطين لوصف الحال بسخرية قائلاً: "أقبل المجد يقبّل عمّان… فلم يجدها، كانت غارقة”.
أما قصة فيضان المنهل في الشميساني فكانت مثالاً واضحاً على حجم المشكلة؛ إذ أدى تعطّل منهل واحد فقط إلى تجمع مياه كبير أغرق الشارع خلال دقائق، ما فتح باب التساؤلات حول قدرة الشبكات على استيعاب أي منخفض جوي حقيقي، وليس مجرد «نقرة مطر».
ومع أن المملكة شهدت هطولات رعدية وتحذيرات من تشكل السيول، إلا أن تكرار السيناريو ذاته كل عام يجعل أصابع الاتهام تتجه للأمانة أكثر من الطقس. فالعاصفة لم تكن استثنائية، بل الاستثنائي كان سرعة انهيار البنية التحتية، وكأن المدينة مبنية على "نوايا طيبة” لا بنى هندسية.