اليهود سيعيدون نتنياهو للسطلة لأنه يشبههم بوحشيته
بنيامين نتنياهو باق في منصبه لأربع سنوات قادمة، ولن يتمكن أحد من إزاحته من موقعه.
وحين تنزلق التحليلات إلى أسباب بقاء نتنياهو فهي في ظاهرها صحيحة لكنها ليست كذلك في حقيقتها وفي تطبيقاتها على أرض الواقع.
ومن الأسباب أن المعارضة له ضعيفة ومشتتة ومنقسمة ورغم أن الاستطلاعات تؤكد أن معسكر المعارضة سيحصل على مقاعد أكثر من معسكر نتنياهو لكن هذا الكلام سيقفز من فوقه نتنياهو بكل خفة ومكر وخبث، لن يستطيع أحد أن يقتل الشيطان بكل هذه البساطة والسذاجة.
استطلاعات الرأي تشير إلى أنه لا معسكر يستطيع الوصول إلى 61 مقعدا، واليمين الديني القومي يتراجع، لكن ليس بمستوى إسقاط معسكر نتنياهو، والمعارضة تتقدم رقميا، لكنها عاجزة عن بناء ائتلاف مستقر دون شريك من اليمين التقليدي.
نتنياهو سيبقى في الحكم، ليس لأنه أفضل السيئين وعم وجود يبدل قادر على قيادة كل هذه الفوضى الإسرائيلية وإنما لأن نتنياهو هو صورة مصغرة عن المجتمع الإسرائيلي المختل عقليا.
وقد لخص البروفيسور اليهودي الكتاب نورمان فينكلستين ابن سيدة يهودية ناجية من "الهولوكوست”، وصاحب الكتاب المثير للصخب والدهشة "صناعة الهولوكست: تأملات في استغلال المعاناة اليهودية”، بقوله موجها جوابه لصحفية سألته عن نتنياهو وكراهية اليهود له بقوله: "لقد قلتِ إنّ الإسرائيليين يكرهون نتنياهو، هذا غير صحيح. أتعلمين لماذا؟ لأنه شخصية بغيضة، نرجسي ويهودي عنصري، وهذا ما هو عليه المجتمع الإسرائيلي، بغيض، نرجسي وعنصري. حين يرونه يرون أنفسهم، بالنهاية ينتخبوه دائما. ينتخبوه لأنه يُمثل الوجه الحقيقي للمجتمع الإسرائيلي”.
ويختم فينكلستين بقوله: "متى سيفهم العرب أنّ بينهم وحشاً شرساً سيلتهمهم جميعاً؟!”.
نعم نتنياهو وحش، وحوله حكومة من الوحوش المسعورة التي لا ترى في الشعب الفلسطيني بشكل خاص وبالعرب بشكل عام أية قيمة، وأظن أنهم بالكاد يشاهدون أمام أعينهم خيالات تسمى أمة عربية.
نتنياهو سيبقى والمنظمة الإجرامية التي يقودها ستواصل زحفها على مساحات شاسعة من الوطن العربي حتى تحقيق حلم "إسرائيل الكبرى” بكل خفة ونعومة وغطرسة، فيما سيجد العرب أنفسهم أمام الحقيقة المرة التي جاءت في الآية الكريمة: (يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ ۖ يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ ۚ وَفِي ذَٰلِكُم بَلَاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ).
ما يمر به الفلسطينيون بشكل خاص بلاء عظيم وما سيمر به العرب سيكون عبودية لمائة عام أخرى للصهاينة وللغرب. وساء مطر المنذرين.