مراقبة بالكاميرات للطالبات .. والتشكيك بأخلاقهن في مدرسة تابعة لمديرية اربد الثانية
خاص:اخبار البلد - جمال حداد
لن أدخل في المقدمات ،ولكن حينما يصل الأمر للتعدي على الحرية الشخصية للطالبات فأن ذلك يحتاج ليس لمقدمات بل يحتاج لقرارات رادعة بحق كل من يتعدى ومن يشارك ومن لم يتخذ أي قرار بحق من يحاول الإساءة بتصرفات بعيدة كل البعد عن أخلاقنا ولا تستند إلى تشريع أو قانون .
قبل أكثر من شهر جاءتني ابنتي التي تدرس في إحدى المدارس الأساسية المختلطة التابعة لمديرية تربية اربد الثانية لتحدثني بقيام مديرة المدرسة بتركيب كاميرات مراقبة في كافة ممرات المدرسة. فما كان مني إلا أن اتجهت نحو الاطلاع عن مدى تقبل الأهالي لمثل هذا القرار ،والبحث عن الجهة التي تمتلك القانون الذي يجيز تركيب مثل تلك الكاميرات في المدرسة التي تقع في إحدى قرى الشمال في محافظة اربد والتي تحكم عاداتها وتقاليدها العشائرية ،فوجدت بان هناك معارضة شديدة من الأهالي خاصة وان تركيب تلك الكاميرات في مدرسة تأسيسية تضم فئة لم تتجاوز سن المراهقة ،ولا يبدر من طلابها سلوكيات خاطئة لكي تحتاج الى الرقابة بواسطة الكاميرات.حيث رفض العديد من أولياء أمور الطالبات مراقبة بناتهم ،والتشكيك في أخلاقهن .
وان كان الهدف من وضع هذه الكاميرات هو مراقبة الطالبات اللواتي لم يبلغن سن المراهقة فان ذلك حتماً سيشعرهن بحالة من الاكتئاب والخوف ، وبالتالي سيؤدي الى بقائهن في داخل الصفوف وعدم الخروج في ساحة المدرسة بحكم العادات والتقاليد التي تحكمهن ولا يرغين في الظهور أمام الكاميرات ، خاصة وان إدارة المدرسة من نفس البلدة وتمارس العنصرية من حيث العشائرية على مرأى من المعلمات والطالبات ،وبالتالي سوف تخشى تلك الطالبات من خروج الأفلام أو الصور في الكاميرات الى خارج نطاق المدرسة.
واما اذا كان الهدف من اجل مراقبة المعلمات فأن ذلك سيتسبب في إرباك العملية التعليمية، وسيخلق نوعاً من عدم التوافق وانعدام الثقة بين إدارة المدرسة والمنطقة، وبالتالي سيؤدي إلى ضعف المستوى التعليمي لدى الطلاب.فعملية ضبط حالات التسيب الإداري للمعلمات لا يتم عن طريق كاميرات مراقبة، وإنما هناك طرق أفضل ومتطورة بعيداً عن الإحراج والتجريح.
وأما هذا الرفض الشديد لمثل هذا القرار من قبل الأهالي كان لابد من وضع مديرية تربية اربد الثانية بردة الفعل حيال قرارهم بوضع مثل تلك الكاميرات في المدرسة فكانت الصدمة الكبيرة التي واجهتنا بان مدير تربية اربد الثانية نفى نفياً قاطعاً علمه بهذه التصرفات وانه لم يوضع بصورة ما يحدث ولم يتخذ قرار بهذا الشأن ، الأمر الذي ولد قناعة أكيدة بان مديرة المدرسة اتخذت هذا القرار من تلقاء نفسها وهو مايشكك بان هذا التصرف يخبىء من وراءه الكثير من النوايا غير الحسنة.
طلب مني مدير التربية التأني حتى يتم استشارة وزارة التربية والتعليم بهذا الشأن وبالرغم من مهاتفتي للناطق الإعلامي لوزارة التربية والتعليم السيد أيمن بركات الذي أجابني بان ذلك التصرف غير قانوني وهو أمر مخالف دون الاستناد لقرار قانوني وتربوي من قبل وزارة التربية والتعليم ،وبعد انقضاء حوالي النصف ساعة عاود مدير التربية بمهاتفتي حيث ابلغني بصدور قرار بإيقاف تشغيل تلك الكاميرات .
رسالة لوزير التربية والتعليم الدكتور فايز السعودي ..اذا تم صدور قرار بإيقاف تشغيل تلك الكاميرات فلماذا مازالت الكاميرات منصوبة في مداخل المدرسة الامر الذي يشكك بان الكاميرات تدار من قبل ادارة المدرسة دون معرفة من الوزارة أو مديرية التربية أو حتى من قبل المعلمات والطالبات ، وهل هناك آلية لضبط عدم تسريب تلك الأفلام والصور للطالبات من قبل مديرة المدرسة خاصة وأن مديرة المدرسة من نفس القرية وتمارس العديد من التصرفات العنصرية أمام مرأى الكثير من الطالبات والمعلمات ، ولماذا لم يتم تشكيل لجنة تحقيق بهذا الخصوص وبيان على ماذا استندت مديرة المدرسة حتى تتخذ مثل هذا القرار دون الرجوع لمرجعية قانونية وتربوية
ننتظر من معاليكم الإجابة ...!!!