غازي عليان.. رجل الاقتصاد الذي ارتدى ثوب السياسة .. بوصلته الأردن فقط وشعاره "عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ"

  • قصة نجاح عندما يتحول النخل الى قصر والفكر الى سلطان

  • عليان :على مجلس النواب أن يقول كلمته ويبدأ بنفسه، وهي فرصة لإعادة اختبار قادر على حمل الوطن لا أن يكون حمل عليه.

  • سياسي وبرلماني وحزبي يؤمن بأن المسؤول هو خادم للشعب لا عليه

 

ميعاد خاطر - لم أر رجل أعمال أو سياسي أو نائب يفكر مثله، ويمتلك بعد نظر. فقد امتحن غازي عليان نفسه من أوسع ابواب القدرة وهي النيابة ، البوابة التي سخر موقعه فيها لخدمة الأردنيين وبلده..

نعم بدأ رهان الأردنيين صائبا على رجال الأعمال لينجزوا ما لم ينجزه السياسيون، بعدما فقد مجلس النواب بريقه وحضوره واتسعت فجوة الثقة كثيرا بما زرعوه وأنجزوه ، فجاء رهانهم في ذلك الوقت كبير على رجال الأعمال وكان أبرزهم غازي عليان لما وجدوه أبناء منطقة عمان الثانية من شخصية عاشت السياسة وتشربتها قريب مما يراه الشارع، حمل هم التغيير الذي يصيب الخير للمجتمع ليترك أثرا ويقلص فجوة الثقة بين الأردنيين وبرلمانهم ..فقد سار عليان على الدرب التي تفضي إلى الهدف .. لم يجعل الخطابة والفزعة ودق الصدر برنامجا له وإنما جعل من الدراسات والرؤى والخطط القابلة للقياس والانخراط في التقييم شعارا يهتدي به..

فقد رأه الأردنيون و وصفوه بالاقتصادي والسياسي والمختار والشيخ والوجيه، وقد تجده في كل هذه المسميات، سخر نفسه حيثما اراده المواطن وجعل من نفسه نبتة طيبة خصبة وعقل وحالة من التطور والوعي .

وفي الخطوط العريضة فإن غازي عليان "ابو سلطان" يحتفظ بكاريزما النائب الذي يحظى بالرضى، كاريزما نائب المستقبل الذي يجب أن يكون عليه من تجسيد لواقع عمله وكينونته.. وفي نفس الوقت ما تأمل القيادة الاردنية من تصور للنائب الحي والحقيقي الذي بادر جلالته لرسم صورته في أكثر من مناسبة، فقد ظل عليان في البرلمان السادس عشر يتمثل كافة ألوان الشعب الأردني من جنوبه لشماله وظل حريصا على بياض وجهه أينما حل..

يعرف عليان كيف يوصل صوت الحق وصوت الناس وصوت الوطن، فما يحمله ليس همّا لمنطقة عمّانية بقدر ما يهُم الأردنيين جميعا، عمل نائب وطن وأحسن العمل، لديه قدرة على استخدام لسانه وحجته وفي وسائل مختلفة، ينتمي لجيله وقريب من الجيل الجديد الذي يؤثر في وسائل الاتصال الحديثة ويتأثر بها.

درس إدارة الأعمال وخبرها ومارسها ، تمتع بثقة ومحبة من عرفه، له مصداقية كبيرة بينهم لإيمانه بأن النزول للميدان والسماع للقضايا المختلفة ومعاينتها هي أقصر طرق الحل وأوضحها، فـ عليان لم يكن يوما رجل أعمال جامد أو معزول عن الناس وانما منخرط قريب قادر على تشخيص جوانب الواقع ولهذا تسلح بهذه القدرة ودخل بوابة البرلمان.

ذكرياته ومواقفه كثيرة وخالدة .. لأن بوصلتها ما ينفع الاردنيين ويحفظ كرامتهم ويصونها ، يعرف غازي عليان ما كان يسوقه من برنامج بلا زيادة او نقصان، وهو برنامج حي واقعي لحياته وعلاقاته وطبعه لا يصطنعه، يعي أن الزائد والغثاء الطالح يُفسد الصالح الذي يؤمن بتحقيقه، هذا البناء في شخصية عليان وهذا الصدق هو الجسر الذي عبرته أصوات الناخبين التي وثقت به وبسجله، فلم يقل يوما كلمة ويضعها في الهامش، ولم يطو صفحة قبل أن ينجز ما فيها ليكتب آخر.. فالخطاب والمسعى في بوتقة واحدة وهي مسيرة مسببات النجاح الخاصة به .

يؤمن عليان بكسر الحواجز المعيقة واعادة انتاج وتحريك العُرف والنظام والتعليمات والقوانين لصالح الوطن على حساب كل متنفع أو مسؤول، فالذي صنع لنفسه امتيازات ومكاسب وأبقاها حتى انتهاء أجله دون أن يقول له أحد "كفى” وقف له عليان بكل جرأة وقالها وطرح هذه القضية وتبناها ، فالنظام والقانون من صناعة المجلس ولها اقفال ومفاتيح ، وفتح قفلها هو اولى خطوات الاصلاح الذي يجنب الوطن الضرر.

غازي عليان كنائب سابق أو كأمين عام "حزب مسار" لا يزال يتنفس الوطن وينبض بحبه لا يتحشرج بالكلام لأنه يعد خطواته ويراها ويقيسها ، لا ينظر إلى الخلف مهما زاد التضييق ، صاحب رأي وموقف يعرفه الكبار على اختلاف توجهاتهم وأفكارهم ..

جعل من مضافته أو مؤسسته على طريق المطار في "قصر النخيل” الموقع الجميل والإطلالة التي رُسمت في أذهان الأردنيين بعناوين الفرح والمناسبات الطيبة، مكانا يجنمع فيه رجال الدولة لتنمية التفكير السياسي في مختلف القضايا الوطنية.. نعم "قصر النخل" كانت حاضرة كما أرادها عليان لتنهض بالرؤية الأردنية ورؤية التحديث السياسي والاقتصادي، فجلسات العصف الذهني والنقاشات الممتدة والرؤى التي طرحت فيه تجسدت في العديد من مشاريع القوانين التي تخدم الوطن والمواطن وتمنع الاستقواء عليه.

غازي عليان يرى في مئوية الدولة الاردنية الثانية محطة الانطلاقة التي وجب على مجلس النواب أن يقول كلمته ويبدأ بنفسه، وهي فرصة لإعادة اختبار نفسه وقدراته والخروج من المراوحة الى الانطلاقة، ومن التردد الى الحسم والفعل وإطلاق قوانين تشريعية قادرة على حمل الوطن لا أن تكون حمل عليه.

غازي عليان أحد الرجال الذين جاد بهم الاردن ، فما يحمله وما يؤمن به بحاجة إلى هبة اصلاحية ملموسة، يريدها ان تكون ظافرة وواضحة ومصيبة لأهدافها بدون تجميل للأشياء.. فهو الأكثر حماسة للتغيير والاصلب موقفا والأكثر وعيا، فأبو سلطان وضع خدمة الأردن نصب عينيه وتجلى ذلك في كل موقف من مواقف الرجولة المسؤولة وجسدها بالإيمان بالوطن والولاء للملك والتفاني في خدمته.