المعارضة السورية تلقت اسلحة قطرية وسعودية بدعم امريكي

أشارت عدت تقارير صحفية صدرت اليوم إن المعارضة السورية بدأت تتلقى خلال الأسابيع الأخيرة مزيدا من الأسلحة الهامة ، كمّا ونوعا، بتمويل من الدول الخليجية وبمعرفة واشنطن وإشرافها.

ونقلت صحيفة الواشنطن بوست عن مسؤولين أميركيين قولهم إن واشنطن لا تزال تتجنب تزويد المعارضة بالأسلحة الفتاكة أو تمويلها، وتقصر مهمتها على التنسيق مع حلفائها في المنطقة وخارجها من أجل القيام بهذا الدور، في إشارة إلى دول الخليج وإسرائيل وتركيا و أوربا.

وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية معني بالملف السوري للصحيفة ' إننا نزيد مساعدتنا للمعارضة في مجال الأسلحة غير الفتاكة، لكننا ننسق جهودنا مع أصدقائنا وحلفائنا في المنطقة وخارجها من أجل أن يكون لها أكبر الأثر في ما نقوم به بشكل جماعي'. 

وبحسب الصحيفة، فإن الاتصالات الأميركية مع المسلحين السوريين وتبادل المعلومات مع دول الخليج بشأنهم ، تمثل تحولا في سياسة إدارة أوباما في وقت أصبح فيه الأمل بحل سياسي للأزمة السورية قاتما. كما أن الكثيرين من المسؤولين الأميركيين يعتقدون الآن أن توسع العمليات العسكرية أصبح أمرا لا مفر منه.

ونقلت الصحيفة عن معارضين سوريين قولهم إن تخزين السلاح يجري على قدم وساق في دمشق ، بالإضافة إلى منطقة إدلب القريبة من الحدود التركية والزبداني القريبة من الحدود اللبنانية.

وأضاف هؤلاء القول إن تدفق السلاح إلى سوريا ازداد هذا الأسبوع بشكل ملحوظ نتيجة لقرار اتخذته السعودية وقطر ودول خليجية أخرى بتمويل المعارضة السورية بملايين الدولارات شهريا.

وقالت الصحيفة نقلا القيادي في جماعة الأخوان المسلمين ملهم الدروبي ، وثيق الصلة بإسرائيل عبر صديقه برنار هنري ـ ليفي الذي نظم معه ومع شخصيات إسرائيلية رسمية أول مؤتمر للتضامن مع المعارضة السورية في باريس الصيف الماضي، إن جماعته 'أصبح لها قناتها الخاصة لتزويد المسلحين بالمال والسلاح اعتمادا على أثرياء في دول الخليج. ، بما في ذلك السعودية وقطر'.

وتقول الصحيفة بهذا الخصوص إن الإمدادات الجديدة بالمال والسلاح جاءت بعد بضعة أشهر من النكسة التي تعرض لها المتمردون في 'بابا عمرو' وفي حمص ومناطق أخرى كمنطقة إدلب وغيرها. 

وقال معارض سوري آخر للصحيفة 'إن شحنات كبيرة من السلاح وصلت فعلا ، بينما أصبح بعض المناطق متخما بالسلاح'. وأشارت الصحيفة إلى أن تأثير وصول هذه الشحنات من الأسلحة كان واضحا في الاشتباك الذي حصل أول أمس الإثنين للسيطرة على مدينة الرستن ، حيث تمكن المسلحون من السيطرة على المدينة وطرد قوات الحكومة منها بعد أن خسرت 23 عسكريا.

من جهة ثانية، نقلت الصحيفة عن معارضين سوريين قولهم لها إنهم ناقشوا مع وزارة الخارجية الأميركية قضية تحديد المجموعات المسلحة 'الجديرة' بالحصول على السلاح وتعيين أماكن تخزينه. 

غير أن مسؤولين أميركيين أبلغوا الصحفية بأن واشنطن ، التي أعدت خططا عسكرية لضرب الدفاعات الجوية السورية ، لا تزال بعيدة جدا عن التدخل المباشر ، وهي تكتفي الآن بزيادة التنسيق والتعاون مع المتمردين على صعيد تزويدهم بالمعلومات الاستخبارية والسلاح.

إلا أن تفكك المعارضة ، وتحول المسلحين إلى مجموعات مستقلة يعمل كل منها بمفرده ، وفشل 'المجلس الوطني السوري' في التحول إلى إطار جامع للسوريين ، حيث لا يزال يسيطر عليه الإسلاميون، وبالتالي فشله الذريع في استقطاب الأقليات السورية ، يجعل واشنطن تلزم الحذر في مساعدتها للمعارضة.

على صعيد متصل ، كشفت الصحيفة نقلا عن مسؤولين في الإدارة الأميركية أن وفد من أكراد المنطقة الشرقية في سوريا أجرى مباحثات هذا الأسبوع في العاصمة الأميركية تركزت حول إمكانية فتح جبهة ثانية ضد الجيش السوري في منطقة الجزيرة السورية من أجل إجبار النظام على تحريك قواته من غرب البلاد من أجل تخفيف الضغط على المسلحين في المناطق الغربية منها.