خيانة مشروعة.. 4 أسباب تجبر ليفربول على "التضحية" بمحمد صلاح
لكل إمبراطورية نهاية، ولكل ملك تاريخ انتهاء صلاحية، في عالم كرة القدم، لا يوجد أساطير خالدون، بل أصول لها قيمة متغيرة، محمد صلاح، الملك المصري الذي حكم "آنفيلد" لسنوات، يبدو أن وقته قد حان، وأن الخيانة التي كانت مستحيلة في عهد يورغن كلوب، أصبحت الآن مشروعة وضرورية في عهد آرني سلوت.
لم يعد صلاح الابن المدلل المحصن من النقد، إنه، لأول مرة، يبدو عبئًا أكثر من كونه حلًّا. لم يعد السؤال هل يرحل؟، بل متى؟، وأسباب التضحية به تبدو منطقية وقاسية، وتجبر إدارة ليفربول على ارتكاب هذه الخيانة المشروعة.
1. كبش الفداء للمشروع الجديد
لا يمكن لأي مدرب جديد، وخصوصًا آرني سلوت، أن يبني إمبراطوريته الخاصة في ظل وجود شبح يورغن كلوب، وصلاح هو أكبر رمز حي لحقبة المدرب الألماني، المشروع الحالي يحتاج إلى كبش فداء ضخم ليُعلن بداية العهد الجديد، التضحية بصلاح ليست مجرد بيع، بل هي رسالة سياسية لباقي الفريق بأن الملك القديم قد مات، وأن الولاء يجب أن يتحول للمدرب الجديد، سلوت يحتاج لتطهير غرفة الملابس من قوة صلاح، لبناء فريقه الخاص.
2. تراجع المستوى وثمن الراتب
السبب الثاني هو الخيانة الفنية، الأرقام لا تكذب، وصلاح (33 عامًا) لم يعد صلاح (28 عامًا)، تراجع المستوى لم يعد كبوة مؤقتة، بل أصبح واقعًا دائمًا. السرعة الانفجارية بدأت تخفت، واللمسة الحاسمة أصبحت تخذله في المباريات الكبرى. النادي يدفع أعلى راتب في تاريخه للاعب يقدم أداءً متذبذبًا. المقابل المادي أصبح أكبر من المردود الفني، وفي قاموس الملاك هذا هو التعريف الدقيق للخسارة التي يجب التخلص منها فورًا.
3. لعنة كأس الأمم الإفريقية
لطالما كانت كأس الأمم الإفريقية هي الصداع المزمن في رأس ليفربول، لكنها الآن تحولت إلى اللعنة التي لا تُحتمل. كل عامين، وفي أهم فترة في الموسم (يناير)، يختفي النجم الأول للفريق لأسابيع، في عهد كلوب، كان الفريق يمتلك العمق لتدبر الأمر، أما الآن، ومع مشروع سلوت الذي لا يزال هشًا، فإن هذا الغياب الإجباري السنوي هو خطر وجودي لا يمكن قبوله. لم يعد ليفربول يمتلك رفاهية خسارة نجمه شهرًا كاملًا مرة كل موسمين.
4. سقوط الحصانة وظهور البدائل
السبب الأخير والأخطر، لقد سقطت الحصانة. في الماضي، كان أساطير النادي (مثل كاراغر) هم خط الدفاع الأول عن صلاح. الآن، هم أنفسهم من يقودون هجوم الأساطير عليه، لم يعد الفرعون محميًّا إعلاميًّا. بالتزامن مع سقوط هذه الحصانة، ظهرت البدائل في السوق، لم يعد ليفربول عاجزًا عن إيجاد بديل. أسماء مثل أنطوان سيمينو، لاعب بورنموث، وغيره من المهاجمين الجاهزين، الذين يمتلكون السرعة و الرغبة، أصبحت شبه جاهزة للانقضاض على مكانه.
الخلاصة أن خيانة محمد صلاح أصبحت مشروعة لأنها تخدم كل أطراف المعادلة الجديدة، المدرب يريد مشروعه، والإدارة تريد التوفير، والأساطير يريدون دمًا جديدًا، والسوق يعرض البديل.