واشنطن تساعد في تنسيق وصول الاسلحة الى المعارضة

صعدت القوات السورية من هجماتها على المدن حيث قتلت 15 شخصا بينهم امام مسجد الاربعاء في 'اعدامات ميدانية' بعد اقتحامها حيا في مدينة حمص، فيما قتل احد عشر شخصا في اشتباكات وعمليات عسكرية في جنوب وشمال غرب ووسط سورية، في الوقت الذي ذكرت فيه صحيفة 'واشنطن بوست' ان المعارضة السورية تسلمت الكثير من الاسلحة بما يشمل اسلحة مضادة للدبابات في جهود تم تنسيقها بمساعدة الولايات المتحدة.
جاء ذلك فيما قال الرئيس السوري بشار الاسد في مقابلة مع التلفزيون الروسي أذيعت امس الأربعاء ان الدول التي تبث الفوضى في سورية يمكن أن تعاني منها. وفي إشارة لانتفاضات الربيع العربي التي اطاحت بزعماء حكموا طويلا في الشرق الأوسط قال الأسد 'بالنسبة لقادة هذه الدول أصبح واضحا ان هذا ليس ربيعا بل فوضى وكما قلت من قبل إذا قمتم بنشر الفوضى في سورية فإنكم ستعانون منها.. وهم يفهمون ذلك جيدا.'
واكد الرئيس السوري في مقابلة بثتها الاربعاء قناة 'روسيا 24' التلفزيونية ان 'الفوضى الجارية والارهاب، كل هذا ستكون له عواقب على اوروبا، لانها ليست بعيدة عن منطقتنا، ويمكننا القول اننا جيران جنوب اوروبا'.
واعلن الاسد انه يأمل في ان يفكر الرئيس الفرنسي الجديد فرانسوا هولاند 'بمصالح فرنسا' وان يغير سياستها حيال سورية والمنطقة.
وتابع 'السؤال هو معرفة ما كسبته فرنسا في العام الفائت من خلال موقفها حيال سورية وليبيا ودول اخرى'.
وقال 'انها شاركت في العدوان العسكري (على النظام الليبي) وهي مسؤولة عن مقتل مئات الاف الليبيين'.
وقالت صحيفة 'واشنطن بوست' أن المعارضة السورية بدأت بتلقي كمية أكبر وأفضل من الأسلحة في الأسابيع الماضية، تدفع ثمنها دول خليجية بالتنسيق الجزئي مع الولايات المتحدة.
واضافت الصحيفة نقلا عن مسؤولين امريكيين واجانب رفضوا الكشف عن اسمائهم ان الحكومة الامريكية تشدد على القول ان واشنطن لا تسلم اسلحة بشكل مباشر ولا اموالا للمعارضين السوريين فيما تدفع دول خليجية ثمن الاسلحة الجديدة.
لكن الولايات المتحدة عززت علاقاتها مع المعارضين السوريين ولعبت خصوصا دورا في تنسيق المساعدة الاجنبية الموجهة لمعارضي نظام الرئيس السوري كما اضافت الصحيفة.
وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الامريكية كما نقلت عنه صحيفة 'واشنطن بوست' 'نزيد مساعدتنا بالمعدات غير القتالية للمعارضة السورية ونواصل تنسيق الجهود مع اصدقائنا وحلفائنا في المنطقة وابعد من ذلك لكي يترك ما نقوم به بشكل جماعي اكبر اثر ممكن'.
ولفتت 'واشنطن بوست' الى ان قرار الولايات المتحدة زيادة اتصالاتها مع المعارضين في سورية وتقاسم المعلومات مع دول الخليج التي تدعمهم يشكل تغييرا في السياسة في حين ان واشنطن كانت ترفض حتى الآن مساعدة مجموعات مسلحة تقاتل قوات حكومية.
ميدانيا وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان فان 15 شخصا بينهم امرأة ورجل دين قتلوا في حي الشماس في مدينة حمص 'خلال اعدامات ميدانية في مجزرة جديدة من مجازر النظام السوري'.
واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان قوات الامن السورية كانت 'اقتحمت قبل منتصف الليل حي الشماس في حمص وبدأت حملة اعتقالات ومداهمات شملت ثمانين شخصا'.
وقال ان هذه القوات بدأت بتنفيذ 'الاعدامات الميدانية' بعد منتصف الليل، مشيرا الى اقتياد الشيخ مرعي زقريط، امام مسجد ابو هريرة، من منزله والعثور عليه مقتولا 'في منزل مهجور'. كما قتل امس احد عشر شخصا آخرون في اشتباكات واطلاق نار في محافظات حمص وادلب ودرعا.
الى ذلك سلم معارضون يقاتلون قوات الرئيس السوري بشار الاسد ستة من مراقبي وقف اطلاق النار حوصروا الليلة قبل الماضية في تبادل لاطلاق النار في الصراع الاهلي في سورية الى زملاء لهم بفريق المراقبين التابع للامم المتحدة الاربعاء. وقضى المراقبون الليلة قبل الماضية مع المعارضين الذين قالوا انهم يخشون من هجوم للقوات الحكومية بعد الهجوم على الجنازة. واكد رئيس بعثة المراقبة الميجر جنرال روبرت مود ان المراقبين في طريق العودة الى قاعدتهم.
من جهة اخرى عبرت لجنة مكافحة التعذيب في الامم المتحدة الاربعاء عن قلقها ازاء 'معلومات تتحدث عن اعمال تعذيب تمارس بصورة منهجية' في سورية، كما علم على هامش اجتماعها الاربعاء في جنيف.
وقد نظم لقاء جنيف في غياب الوفد السوري وايضا في غياب تقرير طلب من دمشق حول التعذيب.
ورفضت سورية تقديم هذا التقرير الى اللجنة معللة ذلك بأن التقرير لا يتضمن سوى 'مزاعم' وليس 'وقائع حقيقية'. وتعتبر سورية ايضا ان اللجنة انتحلت صلاحية قضائية ليست من اختصاصها' بمطالبتها بتقرير كهذا.