ارهاب المستوطنين والموقف الفلسطيني


تستمر دولة الكيان بدعم العمليات الارهابية التي يقوم بها المستوطنون في اراضي الضفة الغربية، فكل ما يجري هو تحت عين جيش الاحتلال، فقطعان المستوطنين تتجه في اكثر من مكان تاركة دماراً، وحرقاً وتخريباً، هذا هو البعد الديني المُتطرف التلمودي الذي يرى ان يهودا والسامرة هي جزء أصيل من ارض اسرائيل ولولا موقف الولايات بعدم اقرار قانون الضم لكان الأمر قد حصل من زمن بعيد، اذن هنالك إمعان اسرائيلي في اذلال الشعب الفلسطيني ومحاولة تهجيره من أرض الآباء والاجداد.فمنذ أن بدأت اسرائيل باعلان الحرب على المخيمات الفلسطينية تم تدمير ما يقارب من ١٧٤٠ منزلاً وهدمها في مخيمات نور شمس، ومخيم جنين وطولكرم ونابلس والخليل وتم في هذه العمليات تهجير 47 الف مواطن من بيوتهم، ناهيك عن ما جرى في موسم قطف الزيتون من تدمير، وحرق للاشجار ومنع الأهالي من الدخول لأراضيهم، فان سطوة المستوطنين بحماية الجيش الاسرائيلي المدعوم من الجانب السياسي المُتطرف خصوصاً سموتريتش وبن غفير وغيرهم بما فيهم رئيس الوزراء لأن هناك أهمية كبرى للضفة اكثر من قطاع غزة، رغم انها ارض فلسطينية مُحتلة العام ١٩٦٧. ان عمليات القتل والاعتقال والتدمير ذات اهداف طويلة المدى، والامعان في القتل وابقاء الصراع لأنهم لا يريدون السلام بالمطلق هم يريدونها من النهر للبحر ومن يتبقى من الشعب الفلسطيني سيبقى تحت السيادة الاسرائيلية.ان الطامة الكبرى هو حالة الضعف لدى السلطة الوطنية الفلسطينية وعدم اصلاحها واهتمامها بالتصريحات اللفظية دون فعل لدرء الاخطار، وحالة الضعف هذه هي ما سيضيع القضية الفلسطينية فهناك ٧٠ الف شرطي يتبع للسلطة ولا دور لهم في حماية الأهالي والقُرى المُستهدفة من خطر المستوطنين التي وصلت بهم الحال لحرق مسجد ديراستيا والمساس بالمواقع الدينية، ناهيك من الاقتحامات الممنهجة للمسجد الأقصى وإقامة الصلوات دیرا صلوات السجود وغيرها من ممارسات غريبة تشكل ايذاء لمشاعر المسلمين والعرب كافة.ومن هنا فعلى السلطة الوطنية أن تغير شكلها، مبادئها ودورها وان تكون ذات فعل يخدم القضية لأن ما يجري اليوم يحتاج الى سلوك جديد ومواقف سياسية صارمة، ويُضاف لذلك لا بد من المصالحة الوطنية بأي شكل من الاشكال، ان بقاء الخلاف بين الفصائل هو لخدمة اسرائيل واهدانها طويلة المدى.ان على حركة فتح، وحماس والجهاد الاسلامي وغيرهما التوافق على ثوابت في ضوء المتغيرات وكسب مبادرة ترامب وقرار مجلس الأمن القادم الذي ينص في احد بنوده على إيجاد مسار للسلام واقامة الدولة الفلسطينية، هناك تغير في الموقف الدولي وخصوصاً دول اوروبا واعترافات ١٦٠ دولة بالدولة الفلسطينية وموقف عربي دائم وساعٍ لحل الدولتين فالموقف الأردني والسعودي والقطري وغيرهما يدعمون هذا التوجه فلماذا لا تستغل الحركة الوطنية الفلسطينية هذا الوضع؟ان المطلوب اليوم تحرك فلسطيني مُوحد وفاعل مُؤثر فى كل ما يجري قبل فوات الأوان فالفرصة مُتاحة جداً للتحرك والتوجه الوحدوي لأن التاريخ يقول لنا أن الحركة الفلسطينية اضاعت الفرص تلو الفرص قبل ان تقوم اسرائيل بناء جدار برلين في غزة على الخط الأصفر وبالتالي قضم 53% من مساحة غزة إلى غيرها من اهداف ومنها ان تكون الدولة الفلسطينية في غزة، فكفى تفككاً وانقساماً ولوماً.