عالم مظلم ومرعب يحيط بنا!
يخيَّل إلى المرء أحيانًا أنّ ما يدور حوله يشبه مشاهد من عالمٍ مظلمٍ وغريب.
من أصحاب النفوذ والثروة الذين تُثار حولهم شبهات اجتماعات لا تُعرَف حقيقتها في جزرٍ معزولة، يجلسون على موائد لشرب دماء فتيات قاصرات وأطفال.
إلى بعض الأثرياء في أوروبا الذين ارتبطت أسماؤهم بممارسات غير إنسانية خلال الحرب في البوسنة.
وإلى جماعات تبرّر جرائم جنود أثبتت التسجيلات تورّطهم فيما لا يقبل الشك، ومع ذلك يجدون التصفيق!
وإلى عالم غربي لا يزال عاجزًا عن استيعاب بشاعة ما واجهه أطفال غزّة، ورغم ذلك حققوا تفوّقًا دراسيًا.
وإلى شخص مُدان في قضايا تجارة مخدرات حصل سابقًا على عفوٍ خاص من ترامب، ثم تورّط لاحقًا في سلوكيات غير أخلاقية أثارت صدمة واسعة، غريب صح؟
وإلى مسؤول فاسد يُعيد إشعال أزمات كبرى إن لم يحصل على إعفاء قانوني، بل يشترط أن يكون ذلك من دون أي اعتراف أو مراجعة للذات حفاظًا على كرسيه وسلطته.
وفي الجهة الأخرى، شباب يُعاقَبون لسنوات بسبب مشروع تخرّج تقني بسيط أكبر من طموحات دولتهم.
وصحفي لم يفعل سوى طرح سؤال مهني حول مسؤوليات بعض الدول في إعادة اعمار غزة فتمّ إنهاء عمله.
وآخر اكتفى بتوثيق كلام دبلوماسي في اجتماع يتفاخر بضرورة قتل كل الأطفال في غزة، فتمّت ملاحقته ومصادرة أدواته.
وفي السودان، ملايين النازحين مهددون بنقص المياه النظيفة والجوع والموت … والعالم لا يرى.
وأسرى أحرار أدلوا شهاداتهم حول التعذيب والاغتصاب لعل العالم يلتفت….. لكن زفاف إحدى المؤثرات كان أكثر جذبًا.
والفصل الأخير الأكثر وجعا حين يتحول الشتاء إلى سبب آخر للبكاء، للشتاء الثالث على التوالي لم يريدوا شيئا إلا مأوى يليق بآدميتهم، بينما مازال العالم يناقش من يستحق الشكر أكثر.
ومن الطبيعي وسط هذا الواقع كلّه أن ينبهر البعض حين تطلب أمٌّ غذاءً لطفلها فلا تجد من يستجيب إلا مسجدًا.
لكن السؤال الأهم: كيف لا يكون هذا السلوك هو الأساس لكل مؤسسة تُعرِّف نفسها بأنها "دار عبادة”؟
ومع ذلك، ينبهر الناس بالفعل ذاته بدلًا من أن يكون هو القاعدة الطبيعية.
مرعب صحيح؟