كيف تؤثر عادات استخدام الهاتف على تطور لغة طفلك؟

في ظل انشغال الوالدين بالهواتف الذكية المليئة بالأخبار والعمل والتواصل الاجتماعي، أصبح الأطفال ينجذبون بسهولة إلى الشاشات. لكن ما قد يغفل عنه الكثيرون هو أن الإفراط في استخدام الهاتف أثناء التفاعل مع الطفل يمكن أن يؤثر بشكل مباشر على تطوره اللغوي ومهاراته التواصلية.
وبحسب موقع Parents، تشير دراسات نمو اللغة إلى أن الأساس الحقيقي لتطور مهارات الكلام يبدأ من المنزل، منذ مرحلة الرضاعة.
فكلما زاد تواصل الوالدين مع أطفالهم، وتحسن أسلوب حديثهم معهم، ازدادت قدرة الطفل على اكتساب مفردات جديدة وتنمية مهارات المحادثة. وحتى "لغة الوالدين" أو نبرة الحديث العالية الموجهة للرضيع، تسهم في تعزيز لغة الطفل وتشجيعه على التفاعل.

ولكن عندما ينشغل الآباء بالهاتف، تقل جودة هذا التواصل. فقد وجدت دراسة أن انشغال أحد الوالدين بالهاتف أثناء تناول الطعام أدى إلى انخفاض التفاعل اللفظي مع الطفل بنسبة 20%، والتواصل غير اللفظي بنسبة 39%، بما في ذلك التواصل البصري وتعابير الوجه.
وتشير أبحاث أخرى إلى أن استخدام الهاتف يقلل وعي الوالدين وتفاعلهم العاطفي مع الطفل، ويزيد شعورهم بعدم الرضا عن الوقت الذي يقضونه معه.

ولا يقتصر الأمر على التفاعل اللحظي؛ فالمقاطعات المتكررة للهاتف، تقلل فرص الطفل في تعلم المهارات الاجتماعية الأساسية مثل الحفاظ على التواصل البصري، والتركيز في الحوار، والاستجابة المناسبة، وهي عناصر ضرورية لتطور اللغة.
كما كشفت إحدى الدراسات أن الأطفال لا يتمكنون من تعلم كلمات جديدة إذا تمت مقاطعة الوالد أثناء تعليمها بسبب الهاتف.

ورغم أن استخدام الهاتف أصبح ضرورة يومية، فإن تراكم هذه المقاطعات قد يشكل فجوة في تطور الطفل. لذلك ينصح الخبراء بتنظيم استخدام الهاتف أمام الأطفال عبر خطوات بسيطة مثل تخصيص وقت خالٍ من الهاتف، إيقاف الإشعارات، تحديد أماكن في المنزل يُمنع فيها استخدام الهاتف، وشرح سبب استخدام الجهاز عند الضرورة. كما يمكن استثمار الهاتف إيجابيًّا عبر مكالمات الفيديو أو التطبيقات التعليمية التي تشجع على التفاعل.