رغم كثرة متابعيهم.. مشاهير العراق يخسرون في الانتخابات النيابية
أظهرت النتائج الأولية للانتخابات البرلمانية العراقية خسارة عدد من المشاهير الذين ترشحوا ضمن قوائم، ولم يحصلوا على أصوات كبيرة توازي شهرتهم بالعالم الافتراضي.
وخاض مشاهير في الإعلام والرياضة والفن، الانتخابات البرلمانية التي أقيمت قبل يومين، وخسر معظمهم فرصة الدخول إلى البرلمان، رغم كثرة متابعيهم بمواقع التواصل الاجتماعي دون أن يُترجم ذلك في صناديق الاقتراع.
ومن المشاهير الذين شاركوا في هذه الانتخابات، "الإعلامي الشاب علي عذاب، والفنان غالب جواد، والفنان كاظم القريشي، والفنان هاشم سلمان، والإعلامي مصطفى الربيعي، والإعلامي عصام كشيش، ومدرب المنتخب الوطني السابق حكيم شاكر"، وآخرون.
وتفاوت عدد الأصوات التي حصل عليها هؤلاء المشاهير بين المئات وأعلاها كان يقارب 2000 صوت، إلا أنها كانت ضئيلة جدًا مقارنةً بعدد متابعيهم، الذين يتجاوزن عشرات ومئات الآلاف، وبعضهم يملك ملايين المتابعين.
وعلّق عدد من المشاهير الذين لم يحالفهم الحظ بالفوز على نتائج الانتخابات، حيث شكر الإعلامي علي عذاب الذي حصد 2034 صوتًا، من صوّت له، وقال: "نحمد الله ونشكره أننا نلنا أصواتنا بفضله، ثم بجهودكم الصادقة، ولم نشترِها بمالٍ أو وعودٍ زائفة، بل كانت تعبيرًا نقيًا عن إرادةٍ حرةٍ ووطنيةٍ مخلصة".
وكتب الفنان كاظم القريشي "تحية لكل من شارك، أو صوّت، أو راقب، أو ساهم بأي شكل بإنجاح هذا العرس الانتخابي. يبقى الأمل أن القادم يكون أفضل… ولخدمة الناس أولًا وآخرًا. كنت أتمنى أن تكون النتائج التي تخصني أفضل، لكن رضا الناس هو النجاح الحقيقي ويجب أن نتقبل عدم الفوز مثلما نتقبل الفوز".
ووصف عراقيون ترشح المشاهير ومؤثري مواقع التواصل الاجتماعي للانتخابات بـ "الظاهرة"، واعتبروا "أن صناديق الاقتراع كشفت الفرق بين الشهرة الزائفة والتأثير الحقيقي".
وقال الدكتور مهند حبيب السماوي: "إن هذه الظاهرة، تعرّي الأوهام التي صنعتها الشهرة الرقمية، وتفضح الأكاذيب التي يزعمها المؤثرون، بل تكشف المسافة الكبيرة بين الإعجاب على السوشيال ميديا والاقتراع في صناديق الانتخابات".
وأضاف في مقال نشره عبر حسابه في مواقع التواصل الاجتماعي "بأن الانطباع الرقمي لا يُترجم إلى رصيد انتخابي؛ فالشّهرة على المنصات لا تُعادل القبول الشعبي في الواقع، لأن السياسة تحتاج إلى حضور ميداني، وخطاب، وكاريزما، ومصداقية، وشبكة علاقات، وهي عناصر لا توفرها المنصات الرقمية".
وأكد السماوي، وهو كاتب حائز على دكتوراه في الفلسفة ومهتم في العالم الرقمي وفضاءاته، أهمية مواقع التواصل، مشيرًا إلى ضرورة استغلالها واستثمارها بشكل صحيح، لتسويق الخطاب والمُنجزات وتحقيق الغرض السياسي.