وضعنا الرقمي… العليق عند الغارة لا يجدي نفعاً
يُقال إنّ العليق عند الغارة لا يجدي نفعاً، والمعنى أنَّ تجهيز الخيول لا يكون عند احتدام المعركة، بل قبلها بوقتٍ كافٍ. وهذا القول ينطبق تماماً على واقعنا الرقمي في بلدي الحبيب، الذي ما زال دون مستوى الطموح، رغم ما نمتلكه من طاقات بشرية وكفاءات علمية وعملية قادرة على صناعة الفارق.
لقد أصبح من المألوف أن نشهد مؤتمرات وملتقيات تحمل عناوين براقة عن التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، لكن الحقيقة المؤسفة أن استضافة هذه الفعاليات لا تقدّم ولا تؤخر في ترتيبنا على المؤشرات العالمية، ما لم تكن لدينا رؤية واضحة واستراتيجية محددة بزمن وأهداف قابلة للقياس.
التحول الرقمي لا يتحقق بالشعارات ولا بالتصريحات الإعلامية، بل بالفعل الممنهج، والتخطيط الواقعي، والمتابعة الدقيقة. ما نحتاجه هو ثورة رقمية بيضاء تُعيد ترتيب أولوياتنا، وتربط القول بالفعل، وتضعنا في المكانة التي نستحقها كدولةٍ يحظى فيها الملف الرقمي باهتمامٍ مباشر من جلالة الملك ووليّ عهده الأمين.
لا نريد مزيداً من الوعود، بل خطوات حقيقية تُشعر المواطن أن التحول الرقمي لم يعد حلماً، بل واقعاً يسهل حياته ويعزز ثقة العالم بقدراتنا.
المهندس عبدالحميد الرحامنة.
مستشار وخبير تكنولوجيا معلومات.