ماذا تقدم لنا فلسطين المريمية في يوم النكبة بعد 64 عاما


في هذه الايام وفي ذكرى 15 _ 5 من عام 1948
فقدت فلسطين السلام ...وسلمت للذئاب البشرية باوراق كتبت بأحبار من أحبار بني صهيون ...
وقيل انهم من العائدون الى ارض الميعاد ...وهذه العبارة ربما يحق لنا أن نكتبها في موسوعة عجائب الدنيا السبعة ... انما تحت عبارة ايها العابرون في محطات الانسانية ...
فلسطين اليوم بعد أسرها الذي طال زمنه لمدة 64 عاما ... ذكرتني بجمالها يوم رحلة الاسراء والمعراج رحلة الى بوابات السماء صعد من فوق أقصاها الجسد والروح الطاهرة ...ورجع الى الأمة عندما كانت امة وليست احزابا وطوائف ومذاهب تتفرق عند كلمات عابرة .. رجع بهدية الروح الصلاة ...فهو الانسان الذي تعود من نوره الداخلي ان يرتقي بنا كلما خذلتنا محطات الذئاب البشرية ...وارتدت عباءات موشحة فقط بنسيج الاقمشة ولم تمنح النسيج نور القلوب ...
فلسطين اليوم تذكرني بصرخة الحق ... عندما كثرت غيوم الباطل وأمطرت على اهل الارض ظاهره ماءا ؟؟؟ وبقيت الارض من ماءهم قيظا وغيظا ...
فلسطين اليوم تتفرش رمالها امام البحر الابيض المتوسط آثار اقدام همجية ؟؟؟
فلسطين اليوم طينها كأنه يعجن منذ 64 عاما بدموع الأسرى ودماء الشهداء ... وزفرات الحنين الى أثيرها الذي يعبق من فوق الأقصى ليذكرنا برحلة الارواح ...ربما هناك أجساد غابت مخلصة لفلسطين مقابل أجساد امتلأت من موائد الذئاب البشرية وهذا كلون ابيض يتقابل مع لون أسود كلاهما لا بد من وجوده ... إنما من سيدفع الانسانية الى الارتقاء فالفرق كبير بين من يرعى الغنم
ويدفع عنها أنياب النهم وبين من يترك حماه لكل من يستبيح الحمى ... فهاهي فلسطين منذ 64 عاما مرعى استبيح لكل صاحب ناب وابرهة الأشرم ...من عابر ومار وصناع هوية وليس انتماءا
له قيمة تدفع عجلة الانسانية نحو الأفضل ..
فلسطين اليوم عرفتني عدد من خذلها من نفس لوننا وعقيدتنا فهل يحق التحدث عن الذئب ولا يحق التحدث عن إخوة يوسف الذين باعوها بأبخس ثمن وكانوا فيها من الزاهدين .. بل مشروعهم
اتحد مع الشركة الذئبية الصهيونية وكأنهم ينتظرون هذا المشروع منذ قدم الحبيب الى ارض االأقصا فالضعيف المستكين . لا يرغب بمن يذكره بقوة السماء ... فيبحث عن ذئب يعوضه ويملأ نفسه الطامعه.. وعيناه التي لا يملأها الا التراب ...
فلسطين قطعة جميلة من بلاد الشام ...بلاد هي من شامة الامم هكذا التاريخ كتب ولا ينتظر صاحب قلم يمحو ما يشاء ويتفق مع هواه الخالي من أكسجين الامتداد ... فلسطين هي قطعة من بلاد الشام
التي فتحت أذرعها لعقول وصناع الحضارات من سومريين وفنيقيين وفراعنة واغريق ...
ولم تحتكر لبني صهيون الذين كانوا قبائل لمدة نسبية لا تحسب في سجل الحضارات الراسخة.
ثم اعيد في القرن الحالي زرعهم كأعشاب طفيلية ...تنمو بين الأشجار الباسقة ..
فجذور الشجرة الباسقة وعمرها يقاس بحلقات خشبية يعرف سنين عمرها مما يؤهلها ان تمتد وتفرع وتثمر ... مقارنة بعشبة تظهر لفصل ما تزال فقط بالأيدي لا تحتاج جهدا بقدر ما تحتاجه الاولى ...من هنا يا فلسطين تأكدي معي ...أنت الشجرة الباسقة ذات الجذور العميقة لا تعرف حقك الا النفوس القوية والواثقة بحقك وامتداد تربة ... وطأ عليها في سياحته اليومية اقدام نور من العالم اسمه المسيح بن مريم ...وامه في محرابها تعبدت وقرت عيناها ... فلسطين بعد 64 عاما
أرى أنها بدأت من جديد تقر عيناها ... فاختبار الذئاب يقوي الجذور ويلقي باهل النفور الى مكان
ما يعرفه من يقرأ التاريخ ...بل رحلتك في اوراق الخونة والصهيونية لهي اوراق شجرة يبست وحان خريفها واصفرارها والارض الان جاهزة لتسقط ثم نطأها بأقدامنا ... اقدام الصابرين وليس اقدام الممثلين يا من استخدمت ألم ووجع فلسطين في لحظات حصاد الاموال والمراكز حان الان
وبشر الصابرين بعدما ابتليت فلسطين بنقص بالاموال والنفوس والثمرات وغيرها ....
لكل عاقل من الانسانية فلسطين قطعة من جسد كبير هو ارض الشام ... التي تظلها الملائكة كل يوم باجنحتها ... خلق خلقوا من النور ينظرون الى بعض اهل الارض وهو يدفعون بالنار فهل يستطيع هؤلاء ان يحجبوا عنا ضوء النهار لنعيش فقط في ظلام الليل هم اصلا عاجزون فالنهار يبزغ كل يوم لمدة 12 ساعة والليل يكسونا بسكونه لمدة 12 ساعة ... فأي حكمة تتجلى واي عجز يظهر ان اظافر الذئاب لابد من ان تزال ... فاصمدي واثبتي فالفجر اقترب ... ربما قلت لي انني دخلت في عمر الكهولة فانا الان 64 عاما ... فماذا انتظر ..
أيتها المراة العربية فلسطين ايتها المراة المريمية فلسطين ... شعلة حريتك اقتربت ما عليك سوى ان تصمدي وتحمليها براحة يديك القوية فعند بوابتك اتذكر هزيمة التتر وهزيمة الصليبين .. فمن كان ماضيه هكذا أيجزع من اخوة يوسف وامثالهم ام من بني صهيون ... فسينفقونها وتكون حسرة عليهم ...
الكاتبة وفاء الزاغة