هل بدأ العد التنازلي لحرب لبنان الثالثة؟

ويخيل أن لدينا من هم مشتاقون لأيام الحرب ما بين الحروب، والتي نفذنا في أثنائها عدداً لا يحصى من العمليات الناجحة التي لم تنته ولم تتلخص في أي تغيير حقيقي للواقع. صحيح أن إسرائيل تتباهى بيد حرة تتمتع بها في لبنان، وبالضربات التي تلقيها على مخربين صغار من حزب الله، لكن يخيل أنها أعمال موجهة للرأي العام ولوسائل الإعلام أكثر مما تستهدف المس بحزب الله بشكل أليم وقاسٍ. فهل يعتقد أحد ما بأن حزب الله الذي يضم عشرات آلاف المسلحين، سيرفع الأيدي لأننا صفينا 300 من رجاله في السنة الأخيرة؟

حزب الله يقف في الظل، ومرة أخرى لم نعد نسمع تهديدات وتبجحات عن قدرات التنظيم والتي قضت مضاجع أصحاب القرار في إسرائيل في الماضي. التنظيم يتحدث أقل، ويتحدث بضعف، لكنه لا يزال يوضح بشكل قاطع بأنه لا يعتزم تسليم سلاحه، وأن "المقاومة” خياره الاستراتيجي.

يحسب حزب الله خطواته في مدى زمن السنين، والهدوء المخادع في حدود الشمال سيستمر لزمن طويل. لكن ليس السؤال إذا كان التنظيم سيستأنف أعماله ضدنا، بل متى.

جدير ومرغوب فيه أن تعمل إسرائيل بتصميم أكبر لإحباط التهديد المتشكل من الشمال، وإذا كانت لا تفعل ذلك، فعلى الأقل فلتتابع عيون حزب الله كي لا نتفاجأ مرة أخرى. فالعد التنازلي نحو مواجهة متجددة في حدود لبنان بدأ منذ هذه اللحظة.