ذكاء طفلكِ يبدأ من يوم مولده: و8 طرق لتعزيز تفاعله وحواسه
يولد كلّ طفل وهو مجهّز بمجموعة من الحواس التي تساعده على فهم العالم من حوله والتفاعل معه. ومن اللحظة الأولى التي يأخذ فيها أنفاسه، يبدأ ذكاؤه في التكوُّن؛ حيث تتطور خلايا دماغه بناءً على التجارِب التي يمر بها، والبيئة التي تحيط به، والعلاقات التي يبنيها. وعلمياً، تكون قدرة الطفل على التعلُّم والنموّ هائلةً في السنوات الأولى من حياته. ولذا؛ فإن فهْم طرق تنمية حواسه والتفاعل معه بشكل مبكّر، يضع الأساس لتطوير ذكائه العاطفي والمعرفي والاجتماعي.
وهنا تؤكّد الدكتورة نهال عبدالباقي، الباحثة بمركز الطفولة: أن ذكاء الطفل يبدأ من يومه الأول، من خلال التركيز على تطوير الحواس المختلفة، وتعزيز التفاعل المبكّر، وتوفير بيئة محفّزة صحية، وذلك بفضل الأهل والمدربين والأشخاص المقرّبين. وكلما كان التفاعل مبكراً، كان تطوير القدرات الذهنية والاجتماعية للطفل أسرع.
لماذا يبدأ ذكاء الطفل من يومه الأول؟
تتكون خلايا الدماغ وتتصل ببعضها بشكل سريع في فترة ما قبل وبعد الولادة مباشرة، هذه الاتصالات العصبية هي ما يُسهم في تطوير القدرات الذهنية للطفل، مثل: التفكير، والانتباه، والذاكرة، واللغة، والمهارات الحركية. وتشير الدراسات الحديثة إلى أن 90% من نموّ الدماغ، يحدث خلال السنوات الأولى من العمر، وخاصة في أول سنتين. لذلك، ما يحدث في الأيام الأولى والأسابيع الأولى من حياة الطفل، له أثرٌ كبير على تطوير ذكاء الطفل لاحقاً.
الحواس الخمس: بوابة الطفل إلى العالم
الحواس الخمس: النظر، السمع، اللمس، الشم، والتذوُّق، هي الأدوات التي يستخدمها الطفل لفهم العالم المحيط به. وتطوير كلّ حاسة منها، يعزز نموّ الدماغ والذكاء بشكل متكامل.
الحاسة الأولى: النظر
عند الولادة، تكون رؤية الطفل ضعيفة؛ حيث يرى الأشياء على بعد 20- 30 سم فقط، يحب الطفل التحديق في الوجوه؛ خاصة وجه أمه، وهذا يساعد على تقوية روابط الارتباط العاطفي.
لتعزيز حاسة النظر: قومي بتحريك وجوه وألعاب ملوّنة أمام الطفل ببطء، واستخدمي الألوان المتباينة (مثل الأبيض والأسود) لأن الطفل ينجذب إليها في بداية حياته، تحدثي إلى الطفل أثناء النظر إليه لزيادة التفاعل.
الألعاب غير الإلكترونية سرّ الطفولة السعيدة من 1- 8 سنوات: وفقاً لدراسات
الحاسة الثانية: السمع
يسمع الطفل الأصوات حتى وهو في رحم الأم، ويبدأ بالتمييز بينها بعد الولادة، الصوت المهدّئ، مثل صوت الأم أو الموسيقى الهادئة، يساعد في تهدئة الطفل ويحفز نموّ المخ.
لتعزيز السمع:
تحدّثي مع طفلكِ بكلمات بسيطة وبصوت هادئ.
استخدمي الأغاني والأصوات الموسيقية الهادئة.
استجيبي لصوت بكائه فوراً؛ مما يعزز شعور الأمان لديه.
الحاسة الثالثة: اللمس
اللمس هو أحد أهم الحواس التي تساعد الطفل على التعرُّف إلى العالم وبناء علاقات عاطفية، كما أن اللمس الحنون يطلق هرمون الأوكسيتوسين الذي يعزز الارتباط بين الأم والطفل.
لتعزيز حاسة اللمس:
احضني طفلكِ بلطف وامنحيه تدليكاً مهدئاً.
اجعلي الطفل يلمس أشياء مختلفة مثل: الأقمشة الناعمة أو الألعاب ذات الملمس المختلف.
استخدمي اللمس للتهدئة؛ خاصة عند البكاء أو الانزعاج.
الحاسة الرابعة: الشم
رائحة الأم والأشياء المحيطة تكون مريحة للطفل، وتساعده على التعرُّف إلى محيطه، الشم مرتبط بذاكرة قوية