عوامل بيئية وهرمونية تُحدد طول الأطفال
لم يعد الطول عند الأطفال مسألة جينات فقط، بل أصبح العلماء يؤكدون أن العوامل البيئية، والهرمونية، والغذائية، ونمط الحياة، تلعب دورًا أساسيًا في تحديد نمو الطفل وصحته الجسدية والعقلية.
وبحسب أطباء الغدد الصماء لدى الأطفال، يمكن لتحسين هذه العوامل أن يُحدث فرقًا واضحًا في الطول وصحة العظام وقوة العضلات، مما يضمن مستقبلًا أكثر صحة لأجيال الغد.
العوامل الهرمونية الخفية المؤثرة في النمو
هرمون النمو (GH) والغدة النخامية: يُعتبر هرمون النمو (GH) الذي تنتجه الغدة النخامية من أهم العناصر المسؤولة عن زيادة الطول ونمو الأنسجة. إذ يقوم هذا الهرمون بتحفيز الكبد على إفراز عامل النمو الشبيه بالأنسولين (IGF-1)، وهو العنصر الذي يحفز استطالة العظام وزيادة الكتلة العضلية.
يُلاحظ أن الأطفال الذين يعانون من نقص في هرمون النمو أو IGF-1 يتأخر نموهم بشكل واضح، إلا أن التشخيص المبكر والعلاج في الوقت المناسب يمكن أن يُحدثا تحسنًا كبيرًا في النتائج، وفق ما يؤكده الأطباء.
الغدة الدرقية وصحة العظام والدماغ: تلعب الغدة الدرقية دورًا حيويًا في تنظيم نمو العظام والدماغ. فعندما تنخفض مستويات هرموناتها لفترة طويلة، قد يتأخر نمو الطفل في الطول وتتباطأ مراحل تطوره الجسدي والعقلي. لذلك، يُنصح الخبراء بضرورة فحص الغدة الدرقية دوريًا، خاصة في السنوات الأولى من عمر الطفل، لضمان نمو طبيعي ومتوازن.
التوتر والأنسولين: مُعيقات النمو الخفية
تشير دراسات طبية حديثة إلى أن ارتفاع مستويات التوتر أو زيادة إفراز هرمون الكورتيزول في الجسم يمكن أن يعيق النمو الطبيعي للأطفال. كما أن اضطراب مستويات الأنسولين – خصوصًا في حالات مقاومة الأنسولين – يؤثر سلبًا على توازن الهرمونات المرتبطة بالنمو. لذلك، فإن تهيئة بيئة هادئة ومستقرة نفسيًا للطفل تُعد من أهم ركائز دعمه جسديًا وعقليًا.
التغذية والنشاط: حجر الأساس
التغذية (بناء الطول والعظام): التغذية السليمة لا تقل أهمية عن العوامل الهرمونية، فهي التي تبني القاعدة القوية للنمو. فالبروتين، والكالسيوم، وفيتامين (د)، والزنك، تُعد من أهم العناصر الغذائية التي تضمن النمو السليم. وقد أثبتت الدراسات أن حصول الأطفال على كمية كافية من البروتين (ما بين 1.2 إلى 1.5 جرام لكل كيلوجرام من وزن الجسم يوميًا) يرتبط ارتباطًا مباشرًا بزيادة الطول وكثافة العظام، في المقابل، يؤدي نقص الزنك أو فيتامين (د) إلى تباطؤ النمو وضعف البنية الجسدية.
النشاط البدني (فيتامين الشمس الطبيعي): يُعد اللعب في الهواء الطلق من أنجح الوسائل لتحفيز نمو العظام والعضلات. فالأطفال الذين يقضون ساعة واحدة يوميًا في أنشطة خارجية يمتلكون مستويات أعلى من فيتامين (د) الضروري لامتصاص الكالسيوم وبناء العظام القوية.
نصائح الخبراء للوالدين لدعم النمو
مراقبة النمو بانتظام: من خلال زيارة طبيب الأطفال وقياس الطول والوزن بشكل دوري للتأكد من توافقهما مع منحنيات النمو العالمية.
تشجيع التغذية المتوازنة: الغنية بالبروتين الخالي من الدهون (مثل البيض والبقوليات والأسماك) ومنتجات الألبان أو بدائلها النباتية الغنية بالكالسيوم.
ضمان النوم الكافي: لأن هرمون النمو يُفرز بشكل أكبر أثناء النوم العميق. يُوصى بأن ينام الأطفال من 9 إلى 11 ساعة يوميًا.
تشجيع الأنشطة الخارجية اليومية: التي تحفز إفراز الهرمونات وتدعم صحة القلب والعظام.
الانتباه إلى علامات البلوغ: لأن التوقيت غير الطبيعي قد يؤثر على إغلاق صفائح النمو ويُقلل من إمكانية زيادة الطول النهائي.
تايمز ناو