في ذكرى النكبة


فلسطين القضية ... فلسطين النكبة مضى ويمضي عليها الآن أربع وستون عاما ، هل طرأ على فلسطين القضية و جوهر قضيتها شيء ؟ ، هل قضية فلسطين هي نفسها حين وقعت النكبة عام 1948 ؟ ، وهل قضية فلسطين بعد النكسة عام 1967 كما كانت بعد النكبة ؟ ، وهل قضية فلسطين بعد معاهدة كامب ديفيد مع مصر هي نفسها بعد النكبة والنكسة ؟ ، وهل قضية فلسطين بعد مؤتمر مدريد للسلام في الثلاثين من شهر تشرين الأول عام 1991 هي القضية التي ناضلت من أجلها الأمة العربية بعد النكبة والنكسة و....و...... ؟ ، .... هل تراجعت بعد الحادي عشر من أيلول عام 2001 أم بقيت على حالها ؟ ، وهل قضية العرب المركزية ما زالت هي المركزية في ذكرى النكبة بعد مرور أكثر من سنة على الربيع العربي ؟ .
لن أجيب على التساؤلات السابقة الآن، لأنّ المساحة والزمان لا يسعفان ... أقصد مساحة وزمن القراءة محدودا ، فنحن في عصر الإنترنت ، وزمن الوجبات السريعة حتى في القراءة ، وإن كان هذا الكلام لا يتناسب مع مقام القضية الفلسطينية ...قضية الأمة .
تنقضي أربع وستون عاما بالتمام والكمال على نكبة فلسطين في هذا اليوم الخامس عشر من أيار ، وفي كل مرحلة من مراحل الزمن الذي مضى كانت تتآكل القضية ، إلى أن وصلت إلى ما وصلت إليه من التردّي والخذلان ، لكنّ التراجع الواضح ...أو لنسمّه تجميد القضية ، بدأ مع بدايات الربيع العربي ، فالذي كان من أسباب الربيع العربي عجز النظام العربي واهتمامه بالقضية الفلسطينية ، حيث لم يكن بمستوى اهتمام الشعوب العربية ، ولذلك حين انتفضت الشعوب العربية على أنظمتها لم تأخذ القضية حقّها في الوضع الطبيعي لأهميتها ، وفي هذا الجانب لا تلام الشعوب العربية لأنها ما زالت في حالة صراع مع أنظمتها لنيل حريتها بالشكل الذي يليق بخير أمة أخرجت للناس ، و السؤال الذي يلازم الحديث هل الديمقراطية العربية ستفرز قادة جدد يكون لهم دور مهم ورأي مختلف فيما يجري للقضية الفلسطينية ؟ ، الجواب ... نعم ، لكن يحتاج إلى وقت ... وقت طويل ، فهذه الشعوب المتعبة والمثقلة بهمّها من أجل الحرية والكرامة بحاجة إلى زمن كي تعيد ترتيب خطواتها إلى الأمام ، وهذا الزمن لا يعني ضياع فلسطين و إلى الأبد ، فقراءة التاريخ تؤكد وجهة نظر بقاء فلسطين أرض عربية حتى يرث الله الأرض ومن عليها ، ونظرية ابن خلدون في نشوء الدول أيضا تؤكد هذه المقولة ، ولو استعرضنا ذلك من خلال عنصرين لثبت ذلك ، فالعنصر الأول أنّ دولة إسرائيل التي تقوم على أرض فلسطين التاريخية هي بمثابة زمن يمر على هذه الأرض كما مرّ غيره ، والعنصر الثاني أن هذه الأمة التي تمتد من الخليج إلى المحيط ، وتتحدث لغة واحدة وتاريخها واحد وليس مشتركا فقط ، وآمالها وطموحاتها واحدة ، وإن اختلفت على المستوى الفردي ، فلن تقف عاجزة أما عرق مختلف ولغة لا تنتمي للأرض التي تتكلم عربي ، ... الأمة باقية في أرضها وكثيرون هم الذين طمعوا في هذه الأرض ، وكثيرون هم الذين انتحروا على عتبات صمودها وبقاءها في أرضها ، وعادوا من حيث أتوا يجرون أذيال الخيبة ، لذلك مرّ كثير على هذه الأمة ، وإن ظنّت هذه الدولة القائمة على أرض فلسطين أنها ستبقى للأبد فهي واهمة ، ولو كان عندها كلّ السلاح الذري الذي على وجه الأرض ، فلتتجبّر ولتفعل ما تريد بالشعب الفلسطيني من أسر وقتل وتشريد ، وهدم للبيوت واغتصاب للأرض ، فالغاصب ظالم وهذه صفة ملازمة له ... لكنّ العدل موجود والتوازن من سمات الكون ،