ستينية تغلق بفراشها طريقا في عنجرة للمطالبة بمنزل يؤويها وأسرتها

بعفوية مدفوعة بضيق الحال، تعكس قهرا في قلب ستينية كل همها إيواء أسرتها، بدون التفكير بأي عواقب، تلملم المغلوبة على أمرها ما تمتلكه من بقايا أثاث متهالك وتلقي به في الطريق الرئيس وسط بلدة عنجرة في محافظة عجلون مغلقة إياه، علها تجد من يلتفت إليها.  

الستينية التي تقطن وابنها المتزوج في بيت وجدت نفسها خارجه فجأة، بعد أن طلب منها صاحبه تركه والبحث عن آخر يؤويها وابنها وأسرته، وأمام ما آلت إليه أمورها، وتحت وطأة تدني دخلها الذي لا يتجاوز 120 دينارا تتقاضاه لقاء عملها كمستخدمة في مجلس الخدمات، وجدت في إغلاق الشارع الرئيس سبيلا للاحتجاج وإيصال شكواها للجهات المعنية.

ولم تفلح جهود المارة الذين تجمعوا بالعشرات في إقناع الستينية بإزالة أثاثها وفتح الطريق الذي سبب إغلاقه إرباكا مروريا، ما استدعى تدخل الأجهزة الأمنية التي أزالت الأثاث وأعادت فتح الطريق.

وبين مدير شرطة عجلون العقيد هاني أبو رمان أنه تم الإيعاز لعناصر من الشرطة بالتدخل وفتح الطريق وتسهيل عملية المرور، بعد أن تم الاستماع إلى شكوى السيدة والتأكيد لها بنقل مشكلتها إلى المعنيين.  

الحادثة التي وجدت صدى لدى الجهات المعنية تبعها تشكيل فريق من الباحثين في مديرية التنمية للتحري عن أوضاع السيدة، حيث تبين أنها مطلقة وكانت تسكن مع ابنها المتزوج، ما دعا صاحب المنزل إلى الطلب منها أن تبحث لابنها وأسرته عن مسكن خاص به، الأمر الذي دفعها إلى مغادرة المنزل وإلقاء أثاثها في الشارع، وفق مدير تنمية المحافظة وليد عبيدات.

وأوضح عبيدات أن السيدة تعمل مستخدمة في مجلس الخدمات وبراتب لا يقل عن 120 دينارا، ما يتعارض مع منحها معونة شهرية متكررة على أساس معاملتها كأسرة فرد، كما أن أولويات وشروط منح مساكن الأسر الفقيرة تكون للأسرة المؤلفة من عدة أفراد وليس كحالتها.