"مرطبات الحاج زبالة".. تعرف على قصة أشهر محل عصائر في العراق

في قلب العاصمة بغداد، يقف محل العصائر الشهير "مرطبات الحاج زبالة" شاهدًا على تاريخ طويل يمتد لأكثر من قرن، محتفظًا بطابعه التراثي العراقي الأصيل رغم كل التحولات التي مرّت بها البلاد.

هذا المحل الذي بات يُعد أقدم محل للعصائر في العراق، ليس مجرد متجر صغير، بل قطعة من ذاكرة بغداد ووجه من وجوهها الثقافية والاجتماعية.

قصة الاسم الغريب الذي أثار فضول الجميع

بدأت الحكاية عام 1900 حين أسّس الحاج عبد الغفور المحل في منطقة الكرخ، قبل أن ينتقل إلى موقعه الحالي عام 1912.

ويروي الحاج محمد عبد الغفور نجل المؤسس أن لقب «زبالة» لم يكن اسمه الحقيقي، بل لقبًا أطلقته عليه جدته بعد أن أنجبته، إذ كانت تخشى عليه من الحسد بعد فقدانها لأطفال سابقين، فقالت مازحة للنساء اللواتي جئن لزيارتها: "هذا الولد زبالة" كي تبعد عنه العين وتطيل عمره، وهو ما تحقق فعلاً، فبقي الاسم وارتبط بالمحل حتى صار علامة تجارية عراقية خالدة.

زبائن من الملوك والرؤساء

تحوّل "مرطبات الحاج زبالة" عبر العقود إلى وجهة مفضلة لكبار الشخصيات والملوك والرؤساء الذين زاروا بغداد.

فقد تناول مشروب الزبيب الشهير لديهم الملك فيصل الأول، ومن بعده الملك غازي، والملك فيصل الثاني الذي كانت والدته ترسل سائقها الشخصي لشراء العصير خصيصًا من المحل. كما زاره عدد من الزعماء العرب والأجانب، وخلّد الحاج محمد تلك اللحظات بصور بالأبيض والأسود لا تزال تزيّن جدران المحل حتى اليوم.

إرث باقٍ رغم الزمن

رغم مرور أكثر من مئة عام، ما زال "مرطبات الحاج زبالة" يحتفظ برائحته القديمة، بطرازه التراثي، وبنكهة مشروب الزبيب التي لم تتغير.

فهو ليس مجرد محل، بل متحف شعبي صغير يروي سيرة بغداد، وذاكرة مدينة لا تزال تنبض بالحياة رغم كل ما مرّ عليها من أحداث.