مشروع جر المياه من رأس الهيدان الى عمان والضخ الجائر دمر الزراعة في ذيبان .. وسلطة المياه تدمر المزارعين وترقص على اجسادهم
اخبار البلد : خاص
: كتب علي السنيد - مئات المزارع المروية، ومزارع الاشجار المثمرة على
ضفاف مجرى سيل الوالا والهيدان الواقعة في لواء ذيبان باتت مهددة بالجفاف
الحتمي، وذلك بسبب تقلص حصة المزارع من المياه، والتي اصبحت متقطعة في مجرى
السيل بعد ان سحبت المياه لغايات الشرب في محافظة مأدبا وعمان، وتعرضت الى
الضخ الجائر عبر العديد من الابار، وقد وجد المزارعوان انفسهم في منتصف
الموسم الزراعي، وبعد الخسارات التي ترتبت على زراعة الاشتال، وتحضير الارض
للزراعة ورعايتها بالرش في مواجهة خطر جفاف الموسم الزراعي على خلفية
انقطاع مياه السيل المتكرر .
وكانت سلطة المياه المتسببة بمشكلة المزارعين وترقص على اجسادهم في
منطقة الوالا درجت على فتح احد الابار وضخه في مجرى السيل، الا ان مياهه
تنقطع بعد عدة مزارع تاركة بقية مزارع الوادي بلا مياه، وخاصة مع ما رافق
ذلك من حجز المياه اصلا على خلفية اقامة سد الوالا، وقد ادى الطمي فيه الى
منع تسرب المياه من فتحات السد، وهو ما ضاعف من مشكلة المزارعين المحبطين.
والمشكلة في اساسها - حسب المزارعين- تكمن في ان الابار التي تغذي حاجة
محافظة مادبا واجزاء من عمان بمياه الشرب مصممة على منابع المياه، مما خفض
من نسبة جريانها في مجرى السيل، ففقدت غالبية المزارع مواردها المائية،
وذلك ادى الى ابقائها في مواجهة خطر الجفاف المفاجئ.
الزراعة في هذه المنطقة الشفا غورية متواصلة منذ عقود ، وهي تمثل عصب
المجتمع الزراعي في ذيبان، وكانت الاسر تعيش على ريع الارض المروية، الا ان
مشروع جر المياه من رأس الهيدان الى عمان والضخ الجائر لها ادى الى جفاف
السيل، وقضى بدمار هذه المنطقة الغناء، والتي كانت تتخللها الينابيع مما
كان يعد بمستقبل زراعي وسياحي واعد لها فيما لو وجدت الاهتمام الحكومي
الكافي، وليس استغلال مياهها لغايات الشرب ، وترك المزارعين في مواجهة خطر
انقطاع المياه المتواصل، وبما يؤثر على حياة مئات الاسر المنتجة في هذه
المنطقة، والتي توصف بكونها من جيوب الفقر في المملكة. وقد افشل هذا
المصدر للدخل من ان يشكل رافدا في الدورة الاقتصادية لحياة المجتمع المحلي
في ذيبان حيث تعيش غالبية افراده على الرواتب الحكومية المتدنية.
تأخير ضخ المياه الى المزارع يهدد الموسم الزراعي لهذه الدورة
الانتاجية، وهي زراعات الفلل، والباذنجان، والبندورة والكوسا، والشمام. وهو
موسم بات مهددا بسب انقطاع المياه لعشرة ايام متواصلة الى هذه اللحظة دون
ادنى اهتمام من قبل محافظ مأدبا او أي من مسؤولي سلطة المياه الذين التقى
بهم الاهالي.
والمزارعوان ما برحوا يطلقون المناشدات لعل اذانا صاغية في الحكومة
تستجيب لهم، وتعمل على تجنيبهم الخسارات االفادحة لتي صارت مؤكدة ، وهم
يشهدون جفاف مزارعهم ، ويتطلعون الى اجراءات عاجلة تمنع ضياع الموسم
الزراعي الحالي، وذلك بالعمل على تسريب جزء من مياه سد الوالا، او زيادة
الضخ من الابار في مجرى السيل كي تصل المياه لكافة المزارع الناشئة على
جنباته .