تصريحات بائسة تكسر أمال الشباب رئيس ديوان الخدمة المدنية "بدل ما يكحلها عماها"!!


خاص

*تصريحات غير مسؤولة والتنويه مجرد تمويه ومسؤولون لا يتقنون حتى طريقة النطق والكلام.

*مسؤول يرمي تصريح بالبير بدك 73 سنة حتى تطوله.

في مشهدٍ لا يمكن وصفه إلا بالمستفز، خرج رئيس ديوان الخدمة المدنية فايز النهار بتصريحٍ صادم قال فيه إن "المولود في الأردن يحتاج 73 سنة ليحصل على وظيفة حكومية”، وكأنه أراد أن يُعلن رسميًا وفاة الأمل في نفوس جيلٍ كامل من الشباب الذين ما زالوا ينتظرون بصيص ضوء في نفق البطالة المظلم.

أيّ منطق هذا الذي يتحدث به مسؤول يُفترض أنه مؤتمن على طموحات الخريجين ومستقبلهم؟! وكيف يمكن لموقع رسمي يفترض أن يُلهم الثقة ويزرع الرجاء أن يتحول إلى مصدر إحباط وسخرية من أحلام الناس؟ تصريح كهذا لا يمكن اعتباره "توضيحًا للواقع” كما قد يحاول البعض تبريره، بل هو رسالة سلبية خطيرة تحمل في طيّاتها استهزاءً بمعاناة آلاف الشباب الذين تعبوا ودرسوا وسهروا الليالي ليجدوا في النهاية أن حلم الوظيفة لا يأتي إلا بعد سبعة عقود!

لقد كان وقع الكلمات على الأردنيين مؤلماً إلى حدّ الغضب، إذ شعروا أن الدولة تقول لهم بصريح العبارة: "لا تنتظروا شيئاً... فالمستقبل مغلق أمامكم.” هذا التصريح لم يُحبط الشباب فحسب، بل ضرب ثقة الناس بالمؤسسات الرسمية التي يفترض أن تعمل لحل الأزمات لا لتكريسها، وكشف بوضوح حجم الانفصال بين من يجلس على الكراسي ومن يعيش في أرض الواقع.

الخطورة الحقيقية هنا ليست في الرقم الذي قيل، بل في اللامبالاة التي نُطقت بها الجملة، وكأن معاناة الأردنيين مجرد أرقام في جدول الانتظار. رئيس ديوان الخدمة المدنية لم يُدرك أن كلماته كانت كالسهم المسموم الذي أصاب قلوب الأمهات والآباء قبل أبنائهم، أولئك الذين أفنوا أعمارهم لتأمين تعليم أبنائهم على أمل أن يروا ثمرة تعبهم.

من المؤسف أن نسمع مثل هذا الكلام من أعلى جهة مسؤولة عن التوظيف في القطاع العام، في وقتٍ كان الأردنيون ينتظرون فيه خطة أو رؤية تُعيد الثقة وتفتح الأبواب المغلقة، لا كلمات تُغلق ما تبقّى من نوافذ الأمل. فحين يصبح الإحباط خطاباً رسمياً، ويُستبدل التحفيز بالاستهزاء، فهنا تكمن الكارثة.

إن المسؤول الحقيقي هو من يواجه التحديات بالأمل والعمل، لا من يُعلن الاستسلام أمامها. وعلى من يتولى إدارة الملفات الحساسة أن يدرك أن الكلمة التي يقولها قد تُدمّر نفسية جيل بأكمله، أو قد تبعث فيه حياةً جديدة... لكن للأسف، ما قاله رئيس الديوان كان بمثابة إعلان رسمي لموت الطموح عند جيل أنهكه الانتظار.