نخب بلا قيم ...



ليست المسألة في قضية خالد طوقان نفسه . هو كما غيره من النخب التي أنتجتها السلطة في الاردن ، يطلون برؤوسهم على الشعب الاردني من فوقية و نرجسية ، لم يعرفوا عن الشعب الاردني الا أحتقاره ، والتصرف معه بانه حقل تجريب للافكار الاستشراقية و الاستعمارية ، نحتاج دائما الى شفقتهم و صدقتهم ، و نحتاج دائما الى شتهم و تحقريهم .


بينما نخب الاردن عاجزة عن تحقيق و انجاز مشروعها السياسي و الاقتصادي و التنموي الوهمي في الدولة ، تأخذها "الصفنة " لشتم الشعب و لتحقير أفكاره و أرائه و الاستخفاف بأعتقاداته ، و لم يعود بين أيديهم شئيا ليفعلوه سواء الانتقام من الاردنيين بتحقيرهم و شتهم .


مهما حاولت أن تبتكر توصيفا لما صدر عن خالد طوقان بحق الشعب الاردني ، فأنك تحار ، ولا تجد كلاما و لا أفكارا لتعاونك في التفكير و التحليل و التقييم ، له شخصيا لا يمكن أن يقال أكثر ما قيل لكل مسؤولي الدولة من أولاد العز و النعمة المولدين و في أبواقهم ملاعق من ذهب ، أخرج من بيينا ، و أحزم أمتعتك وعد الى لندن غادر الاردن ، حتى لو اجتمعت كل قوى الدولة لحمايتك و التغطية على نرجسيتك و قلة أخلاقك و فوضى أفكارك و أنطباعك الفوقي عن شعب حماك و دافع عنك ، ارحل وخفف علينا ...


المسألة هي في اللعبة السمجة في أورقة السلطة التي تقف خلف أنتاج و أعادة أنتاج هولاء المسؤوليين و رجال السلطة ، و تدعم من حضورهم في الدولة ، و تعزز الحماية لهم ، وتوفر لهم فرص ، رغم أن فشلهم غطى و أكتسح الكثير و الكثير من مجالات وحقول تجريبهم في السياسة و الاقتصاد و التنمية ، في حالة طوقان الذي تسلل للسلطة على مدار عقدين من الزمان و أكثر ، و أخفق في وزارة التربية و التعليم ، ومشروعه التاريخي الوهمي في مجتمع المعرفة التعليمية ، و أعادة السلطة الاحتفال به ليكون على رأس المشروع النووي الاردني .


خالد طوقان ، هو عينة من نخب سياسية وتكنوقراطية جربت في السلطة لاكثر من 3 عقود ، قادوا وزارات سيادية و أقتصادية و مالية و تنموية ، أحتفلت الدولة كثيرا بوجودهم على رأس حكم مؤسساتها ، أمضوا أوقاتا طويلة ، وهم يكذبون على الشعب بافكار طوطابية و ووهمية وخيالية عن التنمية و سياسة أقتصاد السوق و الحريات الوهمية .


أتيح لهم أن يتقربوا كثيرا من رأس الحكم في الدولة ، و أتيح لهم أن يسيطروا على وسائل الاعلام الرسمي و الخاص ، و أن يبشروا كثيرا بأفكارهم الاصلاحية و التنويرية في الاقتصاد و السياسة و التعليم ، كانوا طوال الوقت يعرفون أنفسهم بانهم البديل الكامل للنخب التقليدية في السياسة و السلطة ، و كانوا يرغبون بمحو أثار من سبقهم في السلطة ومن خالفهم الرأي و الاعتقاد في السياسة .


كانوا لا يقبلون المساومات ، على تطبيق أفكارهم و برامجهم التخريبية ، باعوا أصول الدولة للقطاع الخاص ، ادخلوا الشريك الاستراتيجي شريكا مضاربا في كل أملاك و ثروات الدولة ، عهروا التعليم الحكومي ، أنقلبوا عليه ، و سمحوا باستشراء المال في التعليم بكل مراحله .


ولما أطل الربيع العربي برأسه ، وجدت تلك النخب السلطوية الفاسدة المعطوبة بعقلها و ضميرها و فكرها و احساسها و الساعية الى مكاسب سلطوية سريعة ، أنها أمام محاكمة تاريخية للاخطاء الفادحة التي أرتكبتها في السلطة ، و أن الدولة بدل أن تفكر بمنطق الاولويات لم تبعدها عن مراكز السلطة ، و أعادة تأهيلها لادوار سلطوية و سياسية عبثية و قمعية و فاسدة أيضا .


لم تنتبه الدولة لما تغيير ، استعادت أدواتها السابقة ، لم تتنبه لما تغيير في فكر و ثقافة ووعيء الشعب الاردني ، أعادت أولئك ليمارسوا نفس الطقوس ، عادوا ليمارسوا نفس الدور الريادي في تولي زمام الدولة وأداراتها ، ولو على شكل شلة هذه المرة ، و ليس تيار كما كان يروجون لتسمية أنفسهم في السلطة .


وفوق كل ذلك ، صار هؤلاء لا يتكفون في شتم الاردنيين بداخلهم ، بل أنهم يعلنون أحتقارهم للشعب الاردني ، صاروا يتاجرون بسخرية بالقيم الاخلاقية للمجتمع الاردني ، صاروا يتجرأون على أستخدام عبارات وكلمات بذئية بحق الاردنيين ، ربما لن يتأخر اليوم الذي يقولون لنا فيه أن الشعب الاردني صار عائقا أمام تطبيق أفكارهم ومشاريعهم في الدولة .


اليوم ، صار لزاما علينا مناجاة الله ، أن يدثر هذا الجيل من رجال السلطة ، و أن يطيل لنا باعمار العسكر و رجال الدولة التقليدين " البيروقراط " الذين أنتجوا على الاقل حماية سلطوية لقيم المجتمع الاردني و أخلاقه ،


اللهم أشهد أنهم ألاوضح في عملية الاصلاح الاقتصادي و التنموي ، وأنهم الاكثر أتزانا وأنهم الاكثر تنويرية و ليبرالية و أصلاحية في أدارة شؤون الدولة .