لماذا نصّب ترامب نفسه ملكًا "يرمي القاذورات من طائرته" وكيف سيقضي على فرحة 36 دولة بـ كأس العالم
يبدو أن الخروج عن اللياقة، والأدب، هو فقط ما يُتقنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حينما يتعلّق الأمر بمُعارضته وسياساته المحلية، والخارجية، ليتصرّف الأخير وكأنه في حلبة مُصارعة، يثور الجماهير على إثر تلقّي "مُصارعهم” اللكمات المُؤلمة.
المشهد في الولايات المتحدة الأميركية، يرفض التعامل مع ترامب، كونه ملكًا مُستبدًّا، يفرض إرادته على الشعب الأمريكي، حيث مُظاهرات مُناهضة للرئيس ترامب، حضر إليها حشود ضخمة في جميع أنحاء البلاد يوم السبت الماضي.
وأعلن المنظمون أن نحو 7 ملايين شخص شاركوا في مظاهرات سلمية أقيمت في نحو 2700 مدينة وبلدية.
ورفع المحتجون شعارات أبرزها "لا للملوك، نعم للمقترح 50” (No Kings Yes on 50)، في إشارة إلى مقترح قانون في ولاية كاليفورنيا يهدف إلى إعادة ترسيم حدود الدوائر الانتخابية.
ويقول منظمو الاحتجاج إن هدفهم هو التصدّي لما وصفوه بـ”محاولات ترامب لتركيز السلطة في يده”، مؤكدين أن المشاركة الواسعة تعكس "رفضًا شعبيًا لأي توجه استبدادي داخل النظام الأمريكي”.
وتداولت العديد من الحسابات الأميركية عبر منصات التواصل الاجتماعي مشاهد من المظاهرات في ولايات مختلفة.
وارتدى بعض المتظاهرين اللون الأصفر، رمزًا للوحدة واستلهامًا من حركات المقاومة السلمية، وجاء في منشور على موقع الحملة: "اللون الأصفر تذكير واضح بأن أمريكا ملك لشعبها، لا لملوكها”، بينما ارتدى متظاهرون آخرون أزياءً طريفة، منها دجاجات قابلة للنفخ وضفادع وديناصورات، أوضح البعض أنها تُبرز الطابع السلمي للمظاهرات.
لم يتصرّف ترامب بحكمة مع الموقف، أو توجيه انتقاد يليق بمنصبه، أو عُمره، فما كان منه إلا أن تحوّل لمُراهق طائش، مُستعينًا بالذكاء الاصطناعي، ونصّب نفسه ملكًا يرتدي تاجًا، ويُحلّق فوق المُتظاهرين الغاضبين، ويُلقي عليهم "فضلات”، و”قاذورات”، وكتب على طائرته "الملك ترامب”.
ورغم أن تظاهرات حاشدة عديدة خرجت ضد ترامب، حملت شعارًا مُختلفًا، ومُطالبات تعلّقت بوقف الإغلاق الحكومي، ورفض مُداهمات الهجرة، وسياقات أخرى تتعلّق بالحقوق المدنية، إلا أن هذه التظاهرات اجتمعت على رفض سياسات ترامب وأجنداتها التي وصفوها بـ”الاستبدادية”.
وبحسب الشرطة الأمريكية، كانت المظاهرات سلمية إلى حد كبير، حيث لم تبلغ العديد من المدن الكبرى عن أي حوادث أو اعتقالات متعلقة بالاحتجاجات.
وفي مختلف أنحاء أوروبا، خرج متظاهرون إلى الشوارع في برلين ومدريد وروما لإظهار التضامن مع نظرائهم الأمريكيين.
وردًّا على المظاهرات، ردّد رئيس مجلس النواب مايك جونسون، الجمهوري، شعارًا شائعًا بين أعضاء حزبه، واصفًا الاحتجاجات بأنها "مسيرة كراهية أميركا”.
وفي حين كان ترامب يسخر من المُتظاهرين ضدّه، كانت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفت "الشقراء” التي عيّنها، تقتدي به، وعلى طريقته أثارت الجدل خلال ردّها على سؤال لمراسلٍ حول من اختار مكان الاجتماع المرتقب بين الرئيس دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتقول: "والدتك”.
وأضافت المتحدثة "الشقراء”: "يُضحكني أنك تعتبر نفسك صحافيًّا، أنت مُتطرّف يساريّ لا يُؤخذ على محمل الجدّ، حتى زملاؤك في الإعلام، فهم لا يُخبرونك بذلك مُباشرةً. توقّف عن إرسال أسئلتك المُضلّلة والمُتحيّزة والسخيفة إليّ”.
وأعلن ترامب يوم الخميس أنه سيلتقي بوتين قريبًا في بودابست، المجر، لمناقشة إنهاء الحرب في أوكرانيا، الأمر الذي طرح تساؤلات حول إمكانية تواجد بوتين هناك المطلوب لمحكمة الجنائية الدولية.
جدل آخر إلى الواجهة، كان بطله ترامب أيضًا، ويتعلّق بكأس العالم، حيث تستعد الولايات المتحدة وكندا والمكسيك لاستضافة الحدث الأضخم في تاريخ كرة القدم، لكن هذا "الفرح الكروي” حوّله ترامب إلى "كآبة” بقرار يمنع دخول مواطني 12 دولة إلى الأراضي الأمريكية، وهي دولٌ بعضها تأهّل إلى المونديال.
هذه الدول بينها إيران، والصومال، والسودان، وليبيا، واليمن، فيما يجري الحديث عن توسيع القائمة لتشمل نحو 36 دولة إضافية، بينها مصر والسنغال وساحل العاج، ما يُهدّد آلاف المُشجّعين حول العالم بالحرمان من حضور البطولة.
يُذكر أنه مُنذ تولّي ترامب منصبه قبل 10 أشهر، كثفت إدارته من مداهمات سلطات الهجرة، وتحركت لخفض القوى العاملة الاتحادية، وقلّصت التمويل لجامعات النخبة بسبب قضايا تشمل الاحتجاجات الداعمة للفلسطينيين ضد الحرب في غزة والتنوع في الحرم الجامعي، كما أرسل ترامب قوات الحرس الوطني في بعض المدن الكبرى والتي قال إنها ضرورية لحماية مسؤولي سلطات الهجرة والمساعدة في مكافحة الجريمة.